٣٥

24.2K 277 2
                                    

كان يتوقع كل شيء إلا هذا .. توقع أن تتجاهله .. توقع أن تصرخ فيه بغضب .. توقع أن تحاول أن تأمره بأشياء .. ولكنها جلست لتسند رأسها لكتفه ..
كانت لا تزال تبكي .. هل آلمتها أصابعه لهذه الدرجة؟!

فتح فمه وقال لها في نبرة آسفة: لم أنتبه لثقل أصابعي .. ربما كنت أظن أن جروحك قاربت الالتئام وأن حساسية الجلد قلت ..

لم تجب .. بل ان بكاؤها زاد..

أسقط في يده .. كان دائما يشعر بالذنب بدون سبب عندما تبكي امرأة أمامه .. بكاء النساء يشعره بالارتباك .. بأن عليه أن يفعل شيئا ما لا يدريه .. أي شيء ليوقف جريان الدموع التي أمامه ..

ذراعه تتجه بشكل تلقائي لتحيط بكتف الأميرة .. اقتربت بجسدها منه أكثر حتى صار رأسها على صدره .. دموعها لازالت تسيل وتبلل ردائه .. تجمد .. ما المفترض أن يكون تصرفه عندما تبكي امرأة ورأسها في حضنه؟ .. لا يدري ..
بعد قليل شعر أن بكاءها قل نسبيا .. أم هل هو يتوهم؟ ..
انتظر قليلا ليتأكد .. توقف البكاء ولم يعد سوى نهنهات قصيرة .. يفعل مثلما فعلت معه منذ أيام، يربت على كتفها .. يتأكد أن يكون تربيته بعيدا عن أماكن إصاباتها ، فهو لا يريد للبكاء أن يتجدد مرة أخرى ..
بعد وقت قصير تهدأ تماما .. قرر أنه لن يقول شيئا .. يبدو انها لا تريد الحديث إليه .. لن يظل يخاطب نفسه طوال الليل ..
انتظم تنفسها حتى ظن انها قد نامت .. مال برأسه لينظر لها .. كانت مغمضة العينين .. يبدو أنها نامت بالفعل .. غريبات هؤلاء النساء .. لن يفهمهن أبدا ..

نهض بحذر حتى لا يوقظها، ثم حملها بين ذراعيه إلى داخل الكوخ .. أرقدها في مكانها .. مد يديه ليحكم عليها الغطاء فإذ بكفها تمسك بيده .. ارتج عليه .. هل هي نائمة أم مستيقظة؟! .. هل ستستيقظ إن أفلت يدها؟ ..
احتلت الحيرة رأسه .. ثم قرر أخيرا أن يترك يده في يدها كما هي .. رقد بجانبها على الأرض .. لن يوقظها .. يكفيه ما سببه لها من ألم .. ألم جسدها بأصابعه .. وألم نفسها بكلماته ..
بعد قليل بدأ جسده يرتجف من البرد .. كان في الناحية البعيدة من النار .. هل ينتقل للناحية الأخرى؟ .. لا ، ربما يوقظها .. سيظل كما هو .. ربما تعلمه البرودة ألا يؤلم الأميرات مرة أخرى .. إنه يستحق ذلك ..
يد الأميرة الأخرى تتحرك .. تسحب الغطاء وتضعه عليه هو أيضا .. هل قرأت أفكاره؟!

يتوقف جسده عن الارتجاف .. ويتسرب الدفء إلى جسده ، ومعه يتسلل النعاس الذي يفتقده من البارحة .. أخيرا ينام، ويده مازالت في يد الأميرة ..

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن