٣٧

24.1K 276 7
                                    

أضواء الصباح تتسلل على استحياء من خلال ثقوب جدران الكوخ .. يفتح ماكس عيناه .. كانت يده لا تزال في يد الأميرة .. يدها دافئة وناعمة .. يود لو يمسك بها أطول فترة ممكنة .. انتبه أن الأميرة نامت دون ملابس أمس .. كانت كل ليلة تنام عارية حتئ لا  يُمسَح المرهم من على جسدها .. كل ليلة كان ينام وظهره لها .. هذه الليلة نام ووجهه ناحيتها .. هذا يعني أنه لو نظر تحت الغطاء الان يمكنه أن يرى جانب جسدها الذي لم يره من قبل .. الجانب الخالي من آثار الجلدات .. الجانب ذو الجلد المستو .. الجانب الذي فيه ثدياها -الذي يحاول عقله تذكر شكلهما من أيام أسرها ولكنه يفشل- .. الجانب الذي يحوي بطنها المصقولة .. الجانب الذي تظهر فيه استدارة فخذيها .. الجانب الذي يحمل واجهة أعضاؤها الخاصة .. بنظرة واحدة سيرى كل هذا ....
مهلا .. ما هذا الذي يفكر فيه؟! .. ماذا لو استيقظت ورأته وهو يتلصص علئ جسدها؟! .. ماذا لو كانت بالفعل تقرأ الأفكار وعرفت ما يدور في ذهنه؟! .. كيف ستكون نظرتها له إن عرفت في أي وقت أنه نظر بعذه الطريقة لجسدها الذي استأمنته وتستأمنه عليه كل يوم؟ .. أخذ يتخيل الأميرة وهي جالسة وسط سيدات قصرها وتحكي لهم قصة فارس العدو المنحرف الذي كان يتلصص على جسدها وهي مريضة .. يتخيل نظراتهم المشمئزة وأفواههم الممتعضة من هذا الفعل الخسيس .. هذا الأمر لا يشوه فقط سمعته كرجل نبيل وفارس، بل والأكثر يلطخ سمعة مملكته- التي حتى وإن كان كل من فيها يطلبون رأسه، ولكنها تظل مملكته في النهاية..

حول عيناه بعيد عن الاميرة وغطائها .. لن ينظر .. لن يتلصص .. لن يلبي هذه الرغبة البغيضة ..
يسحب يده من يد الأميرة في رفق حتى لا يوقظها، ثم ينهض برفق أكثر محافظا على استقرار الغطاء على جسدها بالكامل..

يخرج خارج الكوخ .. يرى نيران أمس الخابية .. هذه النيران هي حياته .. حياته التي كانت في أوجها، ثم بدون مقدمات خبت وتلاشت سخونتها وبريقها .. أصبحت باردة .. أصبحت رمادا..

يسمع حركة بداخل الكوخ .. لابد أن الأميرة استيقظت .. لابد أنها تنهض من تحت الغطاء بجسدها ال.. .. يذكّر نفسه، هي أميرة وليست امرأة .. لابد أنها ترتدي ملابسها الآن .. هل ستجلس في ركن الكوخ باكية كالأمس؟ .. ربما..

ولكن باب الكوخ ينفتح .. تخرج الأميرة -مرتدية ملابسها- .. تجلس جانبه دون كلمة .. تناوله خبزا وقطعة من الجبن .. يفطران هما الاثنين في صمت ..

كان الذنب يكاد يمزقه .. أولا هو صرخ فيها ونسى مكانتها كأميرة .. ثانيا آلمها بخشونة أصابعه .. ثالثا -وأصعب الكل- كاد أن يترك نفسه ينزلق لمستنقع التلصص على جسدها العاري .. نسى أنها أميرة وعاملها كإمرأة ..

انتهيا من الإفطار .. لم يكن من شيء ليفعله .. فظل جالسا، وهي أيضا لم تبارح مكانها .. كان الصمت بالنسبة له قاسيا .. لم يكن من الثرثارين الذين يملأون الدنيا بأحاديثهم، ولكن الصمت التام كان شأنا آخر .. هل تكرهه الأميرة لهذا الحد؟ .. هل سيقضون الأيام القادمة دون حرف واحد كاليومين السابقين؟ .. لا يعرف ماذا يفعل، ولا يعرف ماذا يقول .. حسنا .. سيصمت .. عليه أن يتحمل الأيام القادمة بأي شكل حتى تتعافى الأميرة، وقتها سيكون وحده ويمكنه أن يملأ الغابة بصياحه كيفما يشاء ..
الوقت يمر ثقيلا .. للغاية ..

عند الظهر تكلمت الأميرة...

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن