٦٢

23.9K 256 1
                                    

إنه الصباح .. فتحت ڤاليري عينها .. إنه يوم ما قبل السوق .. اليوم الذي ينبغي أن يبذلا فيه جهدهما بعد راحة الأسبوع .. كل تفاحة سيجمعاها تساوي درهم .. هذه المرة لن تكون تجربة .. ستكون استثمار لنجاح الاسبوع الفائت .. هذه المرة سيكون معهما نقود حقيقية .. سيمكنها ان تشتري فستان وتشتري لماكس ملابسا جديدة .. سيمكنهما أن يأكلا بعض اللحم والسمك المملح ..
ماكس مازال نائما .. هل توقظه؟ .. قررت أن تتركه يستريح قليلا .. تتمنى لو تستطيع ان تتركه يستريح دائما .. إنه يستحق بعض الراحة بعد متاعبه الكثيرة ..

تنهض ثم ترتدي جلبابها وخفيها .. تخرج بخفة من الكوخ حتئ لا توقظ ماكس .. تقرر أن تستغل الوقت في البحث عن عود يصلح لنقش الأسماء لليوم المقبل ..
تجد عودا مناسبا بينما ماكس يخرج من الكوخ حاملا الخبز والجبن .. مهيبا قويا برغم نعاسه الواضح ..

يقول لها: لم لم توقظيني معك؟

تهز كتفيها قائلة: قلت لنفسي أنك بحاجة لبعض الراحة .. ليس لدينا ما نتعجل لأجله ..

قال: من قال هذا؟! .. علينا جمع أكبر قدر من الثمار اليوم .. أم أنك ستكتفين بما جمعناه أمس؟

رفعت حاجبها وقالت: بل أنا سأجمع أضعاف ما ستجمعه أنت

رفع حاجبه مثلها وقال: سنرى ..

انتهيا من افطارهما ثم أخذا الملاءة وبدءا الجمع ..

ماكس يتذكر ليلة أمس .. أثرها لا يزال في ذهنه .. كانت أمامه .. عارية تماما .. في أبهى صورة لامرأة .. كان يريدها أمس .. بشدة .. ولكنه لم يرد أن يخاطر بجرعة المرهم الأخيرة .. بعد ذلك لديهما كل الايام ليفعلا معا ما يريدا ..
هنا صدمه شيء ما في ذهنه .. كم لديهما من الأيام؟ .. اليومان السابقان كان في نشوة ما حدث بينهما .. لم يفكر في المستقبل .. ينظر إليها مرة أخرى .. بارعة الحسن .. تبتسم له بثغرها البهي .. أجمل من في الوجود .. ولكن .. حتى متى؟
هي امرأة .. ولكنها أميرة أيضا .. لها قصر .. لها خدم وجواري .. لها زوج .. ولي العهد ..
ماذا يفعلان هنا؟ .. لقد نسى الواقع في غمرة اليومين السابقين .. لكن الواقع لم ينسهما .. هل .. بالطبع لا .. ستعود يوما ما إلى حياتها .. النعيم لا يدوم .. إن تعلم شيئا في حياته فسيكون هذا .. السعادة دائما مؤقتة وقصيرة .. بل -في الحقيقة- السعادة دائما ما تتحول إلى لعنة ..

كانت تلتقط الثمار بجانبه .. تتكلم .. تضحك .. يحتك جسدها به .. تنظر له بعينيها الساحرتان .. يظهر مفرق ثدييها .. السعادة نفسها بجانبه يفصله عنها أقل من شبر .. ولكنها مؤقتة .. لن تدوم ..
إنها ثمرة، قضم منها قضمة .. لكنها ليست له .. لن تكن له ..

يسمعها تصيح به: ماكس .. أين ذهبت؟!

ينتبه لها .. يقول: ماذا؟!

تضحك وتقول: كنت أقول أن الغروب اقترب، يجب أن نعود ..

حقا؟! .. هل تاه في أفكاره لدرجة أنه لم يشعر بكل هذا الوقت؟! .. يبدو فعلا ان السعادة قصيرة .. اقصر مما توقع .. فليعودا إلى الكوخ .. فالظلام بدأ في الانتشار حوله بالفعل .. وبداخله أيضا ..

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن