٨٠

18.7K 202 10
                                    

سامانثا تقف أمام نافذة حجرتها .. كان قد توقف بكاؤها .. ربما لأنها قد استنفذت كل مخزون دموعها أو لأنها أدركت أن لا جدوى من البكاء..

روبرت خرج على رأس الجيش هذا الصباح بعد أن أكد لها مرة أخرى انه لن يساعدها .. في الحقيقة لقد تجاهلها تماما وكان يعاملها كما يعامل العامة متسولي الطريق ..

كان آخر شيء تتوقعه هو تخليه عنها .. كيف فعل هذا؟! .. لقد قال انه يحبها .. لقد كان يخاطبها قائلا يا حبيبتي .. كيف يتخلى المرء عن حبيبه على هذا النحو؟!

ثم داستها الحقيقة كما تدوس عجلات العربات على الأحجار وتفتتها .. إنه لم يكن يحبها .. هي التي كانت تحبه .. بل تعشقه .. كان العالم بالنسبة لها .. كانت حياتها بالكامل تدور حوله .. لم يكن هم لها في هذه الحياة سوى إسعاده .. ولكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة له .. لم يحبها ..

إذا ماذا كانت بالنسبة له؟ .. لقد قالها مرارا ولكنها لم تأخذ الكلمة بجدية .. كانت عاهرته .. كانت امرأة يقضي بها وطره وقتما يشاء وكيفما يشاء أيضا .. كانت مجرد وعاء يفرغ فيه شهوته لا اكثر .. كانت شيء ..

مر في ذهنها كل ما فعله بها .. كل الآلام الجسدية .. كل الطعنات النفسية .. التقييد .. الضرب .. الجلد .. الإهانة ..
في معظم الوقت لم يكن يمارس معها الحب .. كان يغتصبها .. كان يأخذها بالرغم عنها .. ولكنها كانت تسمّي ذلك أي شيء .. حب .. رغبة شديدة .. شهوة زائدة .. أي شيء يجعلها تحافظ على احترامها أمام نفسها ..
ولكن الان سقطت كل الأقنعة .. الآن ظهر وجه ماكس الحقيقي .. بل هو كان ظاهر ولكنها هي التي كانت عمياء .. عمياء وغبية ..
لكن الأقسى أن حقيقتها هي ايضا ظهرت أمام نفسها .. ضعيفة .. جبانة .. ذليلة .. مكسورة ..... عاهرة .. عاهرة .. عاهرة ...

ظلت الكلمة تتردد في ذهنها .. مئات بل آلاف المرات .. كان صداها يعلو كل لحظة .. الكون كله يردد أمام وجهها .. عاهرة .. عاهرة .. عاهرة ..

نظرت في شرود للأفق .. الشمس تغيب .. الظلام ينتشر بالخارج .. وبداخل نفسها أيضا .. الطرقات لا تسكت .. عاهرة .. عاهرة .. عاهرة ..

تستدير في هدوء .. تذهب لأحد خزاناتها .. تفتحها وتخرج حبلا منها .. حبلا كان روبرت استخدمه معها .. كثيرا ..
تربط الحبل في قائم السرير .. كما فعل روبرت .. مرات .. ثم تعقد عقدة متينة عند الطرف الاخر من الحبل ..
تنظر نظرة خالية من التعبير إلى الحجرة ثم إلى باب السر ..
ثم بدون ذرة تردد تضع أنشوطة الحبل حول عنقها وتقفز من النافذة المفتوحة....

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن