١٢

31.4K 382 2
                                    

الأميرة تكاد تسقط من خلفه على الجواد مرة أخرى .. يسندها بيده بسرعة .. هذا لن يجدي .. هي اضعف من ان تستطيع التمسك به..
خلع حزامه ولفه حولهما هما الاثنين واحكم ربطه .. أصبحت مربوطة فيه وكأنهما شخص واحد .. هكذا لن تقع طالما لم يقع هو ..
يربت على جواده برفق وهو يعدو .. كان يعرف ان اليومان الأولان هما الحاسمان .. ان استطاع الذهاب بعيدا لن يستطيعوا اللحاق به ..
كان بداخله بعض من الفخر أنه استطاع تدريب جواده على مر السنين لقطع مسافات طويلة بدون راحة .. كان يعرف ان باقي الجياد في القلعة لا تباريه .. كانت جياد عادية بتدريب عادي .. هذه الميزة ستمكنه من الابتعاد .. جواده اصبح يستطيع الركض لنصف يوم كامل ولا يحتاح للراحة سوى ساعتين فقط ليكمل نصف يوم اخر .. كان التنقل في الليل مشوب بالمخاطر، ولكنها لا تقاس بالمخاطر التي كانت لديه في القلعة ..

عند منتصف النهار عندما بطأت حركة الجواد وصار يصدر صوته المميز من منخاريه عرف انه يحتاج للراحة .. توقف به تحت شجرة قريبة نزل والاميرة مربوطة فيه .. فك الربط وأراح الاميرة على العشب وأعاد تدثيرها بالملاءة .. اخرج للجواد ماءه وطعامه .. ثم التفت للاميرة .. كانت شبه فاقدة لوعيها .. سقاها بعض من الماء وحاول اطعامها، لم تستطع ان تتناول الا بضع لقيمات بسيطة .. أراحها مرة اخرى وتناول هو طعامه .. كانت ضعيفة للغاية .. سيحاول البحث عن طبيب لها، ولكن ليس اليوم .. دخول اي قرية من القرى المجاورة معناه الهلاك .. مسافر يحمل معه امرأة مدثرة بملاءة، اذا فهو القائد ماكس الهارب ..

نظر الى الافق وتحسر على ما آل إليه حاله .. منذ يوم واحد كان ماكس قائد القلعة وأحد أهم قادة الملك .. الان هو شخص هارب تبحث المملكة كلها عنه .. ثم نظر للاميرة وأضاف لنفسه انه يحمل هما اضافيا على كاهله ..

كان عليه ان يكون اكثر ذكاء .. ولكنه لم يتخيل ابدا ان هذا يمكن ان يحدث في يوم وليلة .. أخذ يتذكر الاحداث لترتيب افكاره ..

في اليوم السابق استدعاه الملك .. كان يعرف انه سيستدعيه لسبب حمايته للاسيرة مرة اخرى .. لم يكن يعرف كيف سيجيبه هذه المرة .. ولكنه لم يكن ليترك هذا اللعين روبرت ليعذب هذه المسكينة .. كان الملك غاضبا .. لم يقبل منه اي تفسير .. اخبره ان خدمته هنا انتهت .. وأمره بأن يغادر المدينة غدا لقلعة الشمال .. عليه ان يسلم درعه وسيفه .. لكن كنوع من المجاملة سيتركه يعود لمسكنه ويبعث بهم مع خادمه لأنه لا يصح ان يخرج من حضرة الملك دون درعه وسيفه وإلا سيظن الناس الظنون ..

كان ساذجا .. والملك كان أكثر سذاجة .. الان يستطيع ترتيب ما حدث وإكمال الخانات الفارغة .. ربما لا يعرف بالضبط ما حدث ولكنه يستطيع ان يتخيل ..

خادمه يعود بدرعه وسيفه ملفوفين .. يستلمهم منه أحد ضباط الملك .. عندما دخل الليل يقوم هذا الضابط بدخول مخدع الملك ويغرس سيف ماكس الساذج في قلب الملك .. بعد قليل تنتشر الاخبار .. الملك قُتِل .. قتله القائد ماكس بسبب غضبه من نفيه له .. اقبضوا على ماكس ..

حمد الله على ان طبيب البلاط صديقه، الذي ما ان شعر بالخطر ارسل له في سرية ان يهرب .. كاد يعاند ويبقى يثبت براءته لأنه لم يفعل شيء .. ولكنه بعد تفكير لدقائق أدرك ان المؤامرة كانت محكمة .. إن رفض الهرب سيكون غبيا وربما اغبى مما تصوره صانع المؤامرة .. حسنا .. سيفقد كل شيء ولكنه سيظفر بحياته علئ الاقل ..
هنا تذكر الاميرة .. اذا هرب فإن روبرت المجنون لن يجد ما يردعه .. سيجعلها كل دقيقة تتمنى لو لم تولد ..
لم يستطع الهرب وتركها .. كان يعلم ان في اخذها والهروب بها مخاطرة أشد، ولكن ضميره لم يكن ليتركه يتخلى عن هذه المسكينة لقبضة سفاح مثل روبرت .. وكان ايضا يراهن على شيئين .. أولا الاخبار لم تنتشر بعد، إذاً ليس الجميع يبحثون عنه .. ثانيا هو يعرف دهاليز وممرات القلعة كظهر يده .. فهو قد شارك في تصميم بناءها .. وهذا ما جعله يختار هذا الممر السري المخصص أصلا للملك، ليهرب من القلعة .. لم يستطع الملك الهروب من قدره ولكن ربما يستطيع هو .. وقد كان ..

قدر ان ساعتين تقريبا مرتا .. جمع حاجياته .. ربط الأميرة إليه مرة اخرى .. صعد بها على الجواد، ثم لكزه بقدمه ليتحرك .. لنستكمل رحلة الهروب ..

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن