إنفرجت أساريره عند قبولها عرضه ، فشد قامته بإعتداد و هو يتنهد بإمتنان ، ثم يقول:
-تمام .. انا هنزل استناكي تحت ، هتلاقي هنا في هدومك كل حاجة ، هتلاقي هدوم للسباحة انا كنت عامل حسابي و جايبهملك.
إبتسمت "هانيا" في هدوء ، بينما مشي هو صوب الباب ، و قال قبل أن يخرج:
-متتآخريش !
ثم خرج .. تنهدت "هانيا" براحة لدي خروجه ، كم هي متوترة الأعصاب بسبب وجودها هنا معه بمفردها داخل هذه الغرفة ..
إنها لمعجزة .. أنها إستطاعت النوم بجواره طوال الليل !
ترددت "هانيا" لحظة قبل أن تنطلق نحو الخزانة الضخمة ، لكنها طوت الخطي إليها و فتحتها ..
راحت تستعرض ما تحتوي عليه من ثياب و ألبسة ، بحثت في كل مكان عن ملابس السباحة التي قال عنها حتي وجدتها أسفل رف جانبي ..
تطلعت "هانيا" إلي المايوهات بشيء من التردد و القلق .. لقد كانت جميعها مصممة علي أحدث طراز ، و كان أسوأها مايوه أزرق سماوي بلون عينيها من قطعتين في غاية الأناقة ، و لكنه كان غير محتشم ..
و هناك مايوه أحمر ، و لكنها أدركت أنه لا يتلاءم مع شعرها الأشقر ، لذلك أبعدته عنها ..
لكنها كانت تميل أكثر للمايوه الأول ، أحسته الأقرب إلي ذوقها ، و إلي المايوهات التي إعتادت أن ترتديها ..
لذلك ما كادت تهم بالخروج من الغرفة حتي عادت فجأة إلي الخزانة ، و إستبدلت المايوه الأحمر بالمايوه الأزرق ، و قبل أن تغير رأيها ثانية ، إرتدت خفيها و أخذت علي جسدها وشاح خفيف يسترها ، ثم أسرعت إلي الخارج ، و أقفلت الباب وراءها ..************************************
عند إنتصاف النهار ..
إنتظرت "سمية" حتي خرجت أمها من المنزل ، و ركضت إلي هاتفهها ..
أغلقت عليها باب غرفتها ، و قفزت فوق سريرها .. أجرت الإتصال بـ"إسلام" و هي تستطيع أن تسمع خفقات قلبها المترقبة ..
لحظات قصيرة مرت عليها و كأنها سنوات ، حتي أتاها صوته البذئ:
-ايووه يا سوما .. مسا الفل يا قمر ، عاملة ايه ؟؟
بدا "إسلام" كأنه يحدث شخصا أخر في تلك اللحظة ، عندما قال بصخب:
-يا بت .. يا بـــــــت ، عندكوا طبيخ ايــه يا بت ؟ .. طب انا جاي خلي امك تعمل حسابي !
إستشاطت "سمية" غضبا ، فصاحت به في عصبية:
-انت يا بني آدم ، مش بكلمك ؟؟!
إنتبه "إسلام" لها ، فقال معتذرا:
-معلش يا سوما ، معاكي اهو يا حبيبتي .. كنا بنقول ايه ؟؟
إبتلعت "سمية" عصبيتها ، و ذكرته بهدوء:
-كنا بنقول عملتلي ايه في الخدمة اللي طلبتها منك ؟؟
-يا حبيبتي ماتقلقيش كله تمام .. انا ظبط مع شوية عيال صحابي و الطلعة دي بتاعتنا خلاص ماتشليش هم.
أكدت "سمية" عليه بلهجة تحذيرية خالطها التشكك:
-اسلام .. مش محتاجة اوصيك !
قهقه "إسلام" عاليا و هو يقول بإسلوبه المقيت:
-هعهعهعهعهعه .. طبعا مش محتاجة توصيني يا سوما ، دي البت بطاية تتاكل آكل .. من ساعة ماورتيني صورها و انا مش علي بعضي ، دي نعمة يا ست الكل حد يفوت النعمة ؟؟!
أثارت كلماته الغيرة بقلبها ، إلا أنها تجاهلتها لتقول له بمنتهي الغل و الشر:
-اسمعني كويس يا اسلام .. انا عايزاك انت و اصحابك دول تخسروها عالأخر ، عايزاها تخرج من الليلة دي مش نافعة بعد كده خااالص لأي حاجة ، فاهمني ؟؟
بحماس ملتهب آتاها رد "إسلام":
-عنيا يا سوما ، ماتقلقيش انا مش هكون لوحدي هيبقي معايا 8 غيري و زي ما انتي عايزة مش هنخليها تنفع لحاجة خالص بعد كده.
ثم قال بمزيج من التعجب و الإستنكار:
-و لو اني مش عارف الملاك البرئ ده آذاكي في ايه عشان تعوزي تعملي كل ده ؟ .. كل ده عشان الواطي خطيبك ؟ طب هي ذنبها ايه ؟؟
بتكشيرة شيطانية ، باغتته "سمية":
-لحد كده و مالكش فيه بقي يا اسلام .. احنا بينا اتفاق هتعمله هديك المبلغ اللي طلبته انت و زمايلك ، انما كلام كتير في اللي مايخصكش مش عايزة ، و اوعي .. اوعي تصعب عليك بنت الـ***** دي.
-ايه ايه ايه ابلعي ريقك شوية يا سوما .. اهدي يا حبيبتي ، خلاص كل اللي انتي عايزاه هيحصل بعون الله.
أطلقت تنهيدة ثقيلة متبرمة قبل أن تقول:
-اما نشوف !