78

2.5K 69 4
                                    


غادر "جاسر" الشركة كلها و هو لايري أمامه من فرط غضبه و عصبيته ..
ظل يقسم و لم يتوقف عن القسم بأن يجعله يندم أشد الندم علي ما فعله به منذ قليل ..
صعد إلي سيارته ، و للحال أخذ يبحث عن هاتفهه داخلها حتي وجده ..
فتحه ، و راح يبحث في قائمة الإتصالات عن إسم معين .. ثم أجري إتصاله السري فورا:
-الو ... ستينج ؟ .. ازيك يا صاحبي ؟ ... عملتلي ايه في اللي طلبته منك ؟ ... لأ خلاص فكرت .. بكرة الزبون هيجي برجليه لحد عندي ... هنفذ بكرة ... مستنيك يا ستنيج !

***********************************

-انت تسمع كلامي من سكات .. مش عايز اسمع اسم البت دي هنا تاني ، تشيلها من دماغك خالص .. فاهم ؟؟؟
خرجت تلك الكلمات من "عاصم" صداحة قوية و هو يقف داخل بهو القصر الحديث التأثيث علي بعد خطوات من شقيقه ، الذي باغته بقوة مماثلة:
-لأ يا عاصم مش هسمع كلامك ، انا مابقتش عيل صغير .. و بعدين انا بحبها و هي كمان بتحبني ، و لا هو الحب بقي حلال ليك و حرام علي غيرك ؟؟!
-حب ايه يالاه ؟ .. هتعملي روميو يا حتت عيل انت ؟ .. اسمع يا شهاب ، انا مش هستني لما حد يقل عقله و يفكر يآذيك ... فمن فضلك بالذوق كده اسمع كلامي ، ماتضطرنيش استخدم معاك اساليب مش هتعجبك.
تفاقم فوران غليانه ، فإحتقن وجهه بالدماء و هو يسأله:
-يعني ايه يا عاصم ؟ قصدك ايه ؟؟؟
-اتمني ماتفهمش قصدي خالص يا شهاب عشان ماتضايقش ... اسمع كلامي انا اخوك الكبير و مش عايز الا مصلحتك و بعدين البنات مافيش اكتر منهم تقدر تحب الاجمل و الاحسن منها كمان و انت ماتترفضش يا شهاب ، انت ناسي انت مين ؟؟
-لأ !
هتف بتمرد ، و واصل معاندا إياه:
-انا مش هسمع كلامك .. انا كبير بما فيه الكفاية عشان اقرر انا عايز ايه .. و مش عشان اخوها جه هددك و انت جبت ورا يبقي انا كمان هقلدك و هخاف ، لأ يا عاصم .. انا مكمل في طريقي و ماليش دعوة بحد.
رمقه "عاصم" بنظرات مشتعلة ، ثم إقترب منه بخطوتين واسعتين و أمسك بياقتي قميصه و هو يهدر كالوحش:
-مين ده اللي جاب ورا يا شهاب ؟ .. عاصم الصباغ عمره ما خاف من حد ، عمره ما عمل حساب لحد .. و لا نسيت اخوك عمل ايه طول السنين اللي فاتت دي ؟ .. انا لو كنت متعود اوطي راسي لأي حد بيفكر يدوس عليا زي ما بتقول ماكنتش عملت و لا حاجة من اللي انت شايفها قدامك دلوقتي.
بــُهت "شهاب" ... إعتراه خجل شديد مما قاله في حق أخيه ، فإعتصم بالصمت ..
بينما تركه "عاصم" مبتعدا عنه بخطوات غاضبة ...

************************************

علي تلك الطاولة ذات المفرش المخطط بالبلاستيك الشفاف ..
وضعت السيدة "هويدا" أطباق الطعام أمام إبنتها ... ثم جلست علي مقعد بجوارها فقط لتؤنسها ..
فهي لم تعد تشعر بشهية للطعام منذ وفاة إبنة شقيقها ، و خاصة بعد أن علمت ما حل بها قبل الوفاة و الأسباب التي أفضت بها إلي الموت ..
ذرفت الدموع في هذه اللحظة رغما عنها ، فلمحتها "سمية" و قالت بكدر:
-في ايه بس يا ماما ؟ .. معقول هتفضلي كده علطول ؟ .. كفاية نكد بقي !
ردت "هويدا" بصوت مخنوق و الدموع تهطل بغزارة من عينيها:
-غصب عني يا ينتي ... المصيبة اللي حصلت تقطم الوسط ، ده الواحد لو كان جبل كان اتهد ... البت يا حرقة قلبي عليها كانت نسمة ، عملت ايه بس عشان يحصلها ده كله ؟ .. و لا امها اللي محدش عارفلها طريق جرة يا تري عايشة و لا ميتة ؟ ..
حسبي الله و نعم الوكيل في اللي عملوا في بنت اخويا كده ، حسيي الله و نعم الوكيل في اللي كانوا السبب ر بنا ينتقم منهم دنيا و أخرة.
إسشاطت "سمية" غيظا ، إذ حتي أمها تتعاطف مع "هنا" الآن و هي التي كانت تكرهها و تؤازرها عتدما تحقد عليها ..
و بغتة .. إنفجرت "سمية" قائلة:
-خلاص يا امي اللي حصل حصل و اللي مات مات .. الله يرحمها مطرح ما راحت بقي هنعملها ايه يعني ؟ هنموت نفسنا عليها ؟؟
هزت "هويدا" رأسها و هي تقول بآسي:
-يا بنتي حرام عليكي .. خلي في قلبك شوية رحمة ، البت ماتت خلاص .. معقول لسا بتكريهها يا سمية ؟ .. ده انا كنت فاكرة انها صعبت عليكي !
يا خسارة يا سمية قلبك حجر يا بنتي.
تآففت "سمية" ضجرة ، و تركت الطاولة و هي تتجه إلي غرفتها و تهتف بغل:
-مش واكلة يا امي عشان ترتاحي ، اياكش انا كمان اموت عشان تحزني براحتك !

المظفار والشرسهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن