بينما ناب عنه "زين" في الكلام ، و راح يسأل الطبيب بالإنكليزية لجهل "عاصم" التحدث باللغات الأجنبية:
-Doctor , please tell us .. the youth who is inside , we are his brothers , how is he now ??
( دكتور ، من فضلك أخبرنا .. الشاب الذي بالداخل ، نحن إخوته ، كيف حالته الآن ؟؟ )
زم الطبيب شفتيه في آسف ، و قال:
-I'm sorry .. His condition is very difficult , he almost dying !
( أنا آسف .. حالته صعبة جدا ، هو تقريبا يحتضر ! )
إتسعت عينا "زين" في وجل ، فقال يترجاه:
-no Please , do something ، anything .. Just save him !
( لا أرجوك ، أفعل شيئا ، أي شيء .. فقط أنقذه ! )
أطرق الطبيب رأسه معربا عن جم آسفه و هو يقول:
-Oh , really I do not know what to say to you !
( أوه ، حقا لا أعلم ماذا أقول لك ! )
لكنه عاد يرفع رأسه بسرعة مرة أخري ، ثم فتح فمه و قال ببطء:
-Look , last night ,There are two men signed for them an accident On the highway .. One of them died Because of a deep fracture at the bottom of the skull , But his body is fine , His family is coming after couple hours To take him .. I can talk to them about your brother , I will try Convince them by Taking the heart of their son and transfer it to your brother , cause problem of your brother originally it is his heart !
( إسمع ، ليلة أمس ، كان هناك رجلان وقع لهما حادث علي الطريق السريع .. أحدهما مات بسبب كسر عميق في قاع الجمجمة ، و لكن باقي أعضاء جسده سليمة .. عائلته ستأتي بعد ساعتين من الآن لآخذه ، من الممكن أن أتحدث إليهم بشأن أخيك ، سأحاول إقناعهم بنقل قلب إبنهم لأخيك مقابل تعويض مادي ، حيث أن مشكلة اخيك الأساسية في قلبه المتضخم الذي يعجز بالتدريج عن إنتاج الدم )
أشرق وجه "زين" بإبتسامة أمل و هو يسارع إلي القول:
-yeah , please do it doc .. and bleave me , money is not important , my brother's life is more important.
( أجل ، أرجوك دكتور أفعل ذلك .. و صدقني ، النقود ليست مهمة ، حياة أخي أكثر أهمية. )
إبتسم الطبيب بدوره و هو يرد بهدوء:
-i promise you , I will do my best !
( أعدك ، سوف أفعل ما بوسعي )و إستأذن منه و ذهب ..
و للحال ، أمسكه "عاصم" بذراعه و سأله بشيء من التوتر العصبية:
-قالك ايه الدكتور يا زين ؟ .. شهاب كويس صح ؟ ... ماجرالوش حاجة ؟ اتكلم يا زيـن !!
طمئنه "زين" بإبتسامة و نظرات واثقة:
-اطمن يا عاصم .. هيبقي كويس بإذن الله.
و حكي له ما دار بينه و بين الطبيب ...
بث فيه بعض التفاؤل و الأمل ، و لكنه ما زال عصبيا ، فقال:
-طيب و احنا مستين ايه ؟ .. لازم اروح اقنع الناس دول بنفسي دلوقتي .. يلا يا زين !**********************************
تحت سماء مدينة القاهرة ..
تحديدا داخل ڤيلا ( الطحان ) .. خرج "جاسر" في كامل أناقته إلي جراچ المنزل ، فتح سيارته و صعد إليها ..
شغل المحرك و إنطلق بها إلي الخارج ..
لطالما كان يهوي السيارات ذات السرعة القصوي ، و كانت سيارته من أحدث طراز العام ..
لذا أزاد سرعتها ، فكانت كالطلقة تشق الطرقات الفارغة أمامه بسرعة مذهلة ..
أخرج هاتفهه من جيب سترته ، و أجري إتصالا بإحدي فتياته:
-الوو ! .. ازيك يا قلبي ؟ ... وحشتيني موووت .. يا شيخة ما انا سألت اهو .. و عموما مسافة السكة و هتلاقيني قصادك ... عاملك مفاجأة .. لأ يا روحي لما أجي بقي هتعرفي عشان تبقي مفاجأة بجد .. يلا ، سلام مؤقت !
فتح ستريو السيارة علي مزيكته المفضلة ، و راح يدندن معها و هو لا يزال يزيد السرعة بالتدريج ..
حتي لفت نظره هاتف أخر غير هاتفهه ، يرن و يضيء أمامه فوق المسند خلف المقود ..
مد يده بسرعة ، و أخذ الهاتف ..
كانت هناك رسالة جديدة .. فتحها ، ليجد المحتوي كالآتي:
" الصباغ الكبير و الصباغ الصغير .. باعتنلك سلام خاص أوووي من باريس " !!!
تجهم وجهه فجأة ، و ضغط علي مكابح السيارة ليوقفها ..
ما هذا ؟ .. السيارة لا تتوقف ؟ ... المكابح قد أتلفت !
من وراء هذا ؟ ... المسألة ليست صعبة ، و لكنه قبل أن يعلنها لنفسه ، إنحرف بسيارته لتنقلب به عدة مرات في الهواء .. قبل أن تسقط مهشمة .. ينفث منها الدخان ...*********************************
إسبوع كامل ..
مر علي "عاصم" في مدينة النور ( بـاريس ) .. موطن والدة زوجته و حبيبته ..
لم يبارح مكانه بالمشفي ، فقد حجز جناحا إضافيا حتي يكون إلي جانب شقيقه ..
إنما "زين" فقد حجز بفندق قريب من المشفي ليتمكن من التواجد معهم أغلب الوقت ثم يعود في الليل لينام هناك ..
علي النقيض ..
تمت عملية زراعة القلب لـ "شهاب" بنجاح ، يعد أن تفاوض "عاصم" مع أسرة الشاب المتوفي و دفع لهم مقابل معروفهم مبلغا باهظا ..
بخلاف تكلفة العملية ، و الإقامة بالمشفي داخل أفضل الغرف ، زائد الإمدادات العلاجية سواء علاج بقية الأعضاء المتضررة في جسد أخيه ، أو علاجه من نسبة الكوكايين الهائلة التي إمتزجت بدمائه ثانية ...............................................................
كان داخل الغرفة التي حجزها لنفسه في هذا الوقت ، يهاتف والدته التي بدا القلق علي صوتها و هي تقول:
-يا عاصم انا قلبي مش مطمن .. كلامك مش داخل دماغي يابني ، طيب انت سافرت ، خدت اخوك معاك ليه ؟؟!
حاول أن يبدو صوته طبيعيا مرحا و هو يرد عليها:
-في ايه بس يا امي ؟ .. ليه القلق ده كله ؟ يا حبيبتي خدته معايا يغير جو ، ايه المشكلة في كده ؟؟
قالت علي نفس قلقها:
-بردو قلبي مش مطمن ، حتي اخوك لما كلمته صوته متغير كده !
-يا حبيبتي لا متغير و لا حاجة ، ممكن بيتهيئلك بس عشان مش متعودة تكلميه في التليفون.
سألته بتشكك:
-طيب ليه ماجيتوش تسلموا عليا قبل ماتسافروا ؟؟
حقا وضعته بمأزق ، إنما خرج منه بمهارة كعادته:
-و الله يا ماما السفر جه فجأة ، و كنت فاكر اننا هنغيب يوم و لا يومين بالكتير .. بس ابنك بقي اصر يقعد كام يوم كمان ، ماحبتش اكسر بخاطره .. قلت منه يتفسح و في نفس الوقت يبقي تحت عنيا !
ثم واصل متهربا و متسائلا عن صحتها في آن:
-المهم .. قوليلي انتي اخبارك ايه ؟ الخدم اللي عندك مريحينك و لا لأ ؟ .. و بتاخدي الدوا في المواعيد ؟؟
-ماتقلقش عليا يا حبيبي .. انا كويسة ، مش ناقصني الا انتوا بس .. متتآخروش عليا !
-حاضر يا ماما .. هنرجعلك بسرعة.
و بعد تبادل بضع كلمات أخري ، أغلق معها ..
ليتفاجأ بقدوم "زين" بعد ذلك ..
باغته الأخير بسؤال متجهم:
-ايه اللي انت عملته ده ؟؟!
إلتفت إليه "عاصم" مقطبا:
-عملت ايه ؟؟
-من امتي يعني بتتصرف من ورايا ؟؟!!
هدئه "عاصم" بلطف:
-اهدا بس .. اهدا و قولي في ايه !
أجابه عابسا ، و بصوت جاف:
-كلمت سيد شكري بالصدفة و عرفت منه اللي سيادتك كلفته يعمله في جاسر الطحان !
همهم "عاصم" و هو ينظر إليه:
-هممم ، انت زعلان عشان كده بقي ؟ .. انا يا سيدي ماحبتش ادوشك ، الحق عليا يعني ؟؟
وجه إليه نظره حاده و هو يقول:
-سيبك من الكلام الفارغ ده و رد عليا عدل .. و لما البوليس يحقق و يلاقي الموبايل اللي حضرتك بعتله عليه الرسالة موقفك هيبقي ايه ؟؟
قهقه "عاصم" بخفة ، و قال:
-هو سيد نسي يقولك انه كان ماشي وراه و انه رجع ياخد الموبايل من عربيته تاني زي ما حطه و لا ايه !
-يعني انت شايف انك اتصرفت صح ؟؟!
رد مزمجرا و قد كسي الغضب وجهه و صوته بغتة:
-ايوه طبعا .. خدت حق اخويا اللي كان هيموت علي ايديه ، يحمد ربنا اني رحمته و ماقتلتوش اصلا.
-طب لو جراله حاجة فعلا ؟؟
إبتسم "عاصم" مجددا و هو يجيبه في هدوء:
-هو و نصيبه بقي .. و عموما محدش بيموت ناقص عمر يا زين !يتبـــع ...