86

2.3K 71 1
                                    

-مافيش حاجة هتخليني اتنازل عن حق خطيبتي ابدا يافندم !
قالها "إياد" صائحا بعنف و هو يقف في مواجهة مدير الجهاز الأمني داخل مكتبه ..
ليرد الأخير بعنف مماثل و هو يلوح بكفه في الهواء دلالة علي عصبيته:
-انت من امتي كنت ظابط طايش كده ؟ .. ما تفوق لنفسك يا إياد بدل ما افوقك بطريقتي ، اسمع كلامي دي اخر مرة هنصحك يا حضرة الظابط و الا بشرفي هاخد اجراءات ضدك هتزعل منها اووي.
بنبرة خشنة جادله "إياد":
-اولا انا سيبت الخدمة يافندم ، يعني مابقتش ملتزم بالواجبات الامنية زي الاول .. ثانيا اعمل فيا حضرتك اللي انت عاوزه و بردو حقها عندي و محدش هيجيبهولها غيري حتي لو كان اخر يوم في عمري !
-انت غبي ... عايز تضيع مستقبلك ، ثم مين قالك انك سيبت الخدمة يا سيادة المقدم ؟ .. احنا هنا في الجهاز ماعندناش استعداد نخسر واحد من أكفأ ظباطنا.
أجفل "إياد" و هو يقول في شيء من الإرتباك:
-يعني ايه يافندم ؟؟!
-يعني حضرتك لسا واقف في الصفوف يا سيادة المقدم .. استقالتك انا رفضتها ، و حبيت بس اديلك اجازة اليومين اللي فاتوا دول عشان تهدي اعصابك شوية.
ثم رفع إليه سبابته محذرا:
-انما لو فكرت تتهور و تعملي شغل مجانين يا إياد هندمك صدقني !
إلتقي حاجبي "إياد" ... و بدا له الأمر أكثر صعوبة الآن ، فرد بنبرة فاترة:
-يافندم .. ارجوك ماتصعبش الامور عليا اكتر من كده ، انا تعبان ... مش عارف احس بطعم اي حاجة ، و مش ههدا الا اما اخد بتارها بنفسي.
لانت ملامح المدير ، كما لانت نبرته و هو يربت علي كتفه بلطف قائلا:
-انا مقدر شعورك يا إياد ... و صدقني انا واقف جمبك ، بس انت في و في الاخر ظابط شرطة ، و مش اي ظابط شرطة .. انت كفؤ لدرجة انك بتطلب بالاسم في اكبر مواكب الحراسات الخاصة ، فاهم يعني ايه ؟ .. يعني اللي بيطلبوك بيحطوا حياتهم بين ايديك و هما مطمنين انهم هيبقوا بخير ، ماينفعش تهز صورتك او تضيع مستقبلك بإيدك ..
اولا انا مش هسمحلك ، ثانيا في نفس الوقت هعملك اللي انت عايزه بس في حدود الصح .. في حدود القانون !
إلتقت "إياد" نفسا عميقا دون أن يجيب ، فتابع المدير بجدية صارمة:
-كل اللي انت عايزه هيحصل ... اوعدك.

**********************************

يستلقي "جاسر" علي آريكة غرفته ..
يقبض بيمناه علي زجاجة شراب « الڤودكا » .. و يضغط بيسراه علي وحدة التحكم الخاصة بالتلفاز ..
يتنقل بين القنوات بلا هدف ، ثم في ملل يختار إحداها و يلقي بوحدة التحكم جانبا ..
يتجرع كمية كبيرة من الزجاجة لينهيها دفعة واحدة ، فيتجشأ بطريقة مقززة ..
صدح هاتفهه بنغمته الصاخبة في هذه اللحظة ، فمد يده بتثاقل ، و إلتقط الهاتف من فوق المنضدة بجواره ...
ثم أجاب بنبرة خاملة:
-الوو !
آتاه صوت صديقه الثائر علي الفور:
-انت فين يا استاذ ؟ .. مابتردش ليه علي المكالمات حضرتك ؟؟؟
مسح "جاسر" بكفه علي وجهه مغمغما:
-ايه يا ستينج ؟ .. مالك يا اخي ؟ ... شايط عليا كده ليه ؟؟!
-اصلك و لا علي بالك .. جيت جيتلنا بلوة و سيبتها و جريت !
إكتنفه دوار بسيط من تآثير كمية الخمرة الهائلة التي تجرعها منذ قليل ، و علي الرغم من هذا ، سأله متجهما:
-في ايه يا ستينج ؟ .. حصل حاجة ؟؟؟
-اه هيحصل .. انت ازاي يا بني آدم انت تدي اوامر زي دي للرجالة ؟ .. عايزهم يحقنوا الواد مرة كل 4 ساعات ؟ .. انت عايزه يموت ؟ احنا ماتفقناش علي كده يا جاسر !
باغته "جاسر" بعصبية:
-ما يموت و لا يغور في 60 داهية يا سيدي .. مالك خايف كده ليه ؟ و بعدين ما لازم نعمل كده اومال هتجيب مفعول ازاي ؟؟!
-يا بابا بمجرد ما بتدخل جسمه تاني بيتنكس ، اما اللي انت عايز تعمله ده هيموته .. انا آمرت الرجالة يوقفوا شغل الجنان بتاعك ، شوف بثي انت لسا عايزه تعمل فيه ايه تاني عشان كده اقامته طولت عندنا اوي الصراحة ،مش ناقصين يروح فيها و نروح وراه احنا كمان في 60 داهية.
زفر "جاسر" في غضب شديد ... و لم يجد بدا من المعارضة ، فتمتم علي مضض:
-خلاص ... كفاية عليه كده ، ابعت جتته لأخوه بقي .. ارميه علي بوابة قصر الصباغ !

المظفار والشرسهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن