عند دقات منتصف الليل ..
بدأت سهرة جديدة بداخل أحد أكبر و أشهر ملهي ليلي في قلب المدينة ، بينما جلس " مروان " فوق آريكة حمراء مقوسة مرفقة بطاولة منخفضة مستطيلة ، وضعت فوقها المشروبات من مختلف أنواع و أصناف الكحول الفاخرة
و فيما تعالت ضحكات رفاقه الذكور و الإيناث ، إنطلقت صديقة له تقول و إمارات الثمالة واضحة عليها تمام الوضوح :
- انا ابويا ده باشا و الله .. بيقعد في البيت و مدور شغله كله من مكانه.
فسألها رفيقها الجالس ملتصقاً بها :
- ليه يا حبيبتي ابوكي بيشتغل ايه يعني ؟؟
ضحكت بغنج و أجابته :
- ابويا راجل محترم اوووي يا زومي ، بيتاجر بشرف.
- و بيتاجر في ايه بقي ؟؟
- في المخدراات.
تعالت الضحكات المرحة النصف ثملة من جديد ، بينما رفيقاً أخر إنطلق يسأل " مروان " :
- قولنا انت بقي يا مؤسسة ، ابوك راجل غني اووي ، بيشتغل في ايه ؟؟
إبتسم " مروان " بجاذبية ، ثم أجابه بمرح و هو يلهو بكأسه المعبأ بالشراب :
- ابويا كان عنده شركة سياحة يا سيدي.
- كان !!
أومأ " مروان " رأسه ، ثم سحب نفسا عميق و عاد يقول باسما :
- ايوه كان ، قبل ما اخد انا منه كل حاااجة ، كل الهلومة اللي كانت بأسمه دلوقتي بقت بأسمي انا ، اينعم مش كلها بس انا ليا اكبر حصة.
ثم شرب محتوي كأسه دفعة واحدة ، بينما صاحت " سالي " صديقته الحميمة التي كانت تجلس بجواره :
- واو يا مارو ، مدهش بجد ، انت فعلا عملت كده ؟ يعني انت دلوقتي البيج بوص ؟؟
- انا طول عمري بيج بوص يا بت.
هتف بخشونة مصطنعة ، فأطلقت " سالي " ضحكة مجلجلة ناعمة ، ثم عادت تنظر إليه و قالت :
- طبعا يا روحي.
و إلتقطت زجاجة النبيذ الفاخرة ، ثم عبأت له كأسه قائلة و هي تلف ذراعها في خفة و دلال حول عنقه :
- بصحتك يا بوص.
رمقها " مروان " بعينين ملتهبتين و هو ينظر إلي شفتيها الغليظتين المطليتين بلون أحمر كلون الدم ، ثم شرب كأسه دفعة واحدة و أدار رأسه نحو صديقاً أخر له و سأله بصوت أبح متأثرا بالكحول الباردة :
- و انت يا شادي ! ابوك بيشتغل ايه ؟؟
أجابه " شادي " نصف مركزاً لمشغوليته بإعداد السكائر الملفوفة :
- ابويا ! ابويا حرامي.
- حرامي !!
هتف " مروان " مشدوها ، ثم عاد يسأله :
- يا راجل ! سرق ايه ؟؟
- طول عمره بيسرق ، و من كام شهر كده عكش مبلغ محترم و كت برا البلد في اخر لحظة.
هز " مروان " رأسه في إعجاب قائلا :
- معلم ابوك و الله ، طب مابيصرفش عليك ياض ؟؟
- اهو كل اول شهر بيبعت لامي مبلغ مابشوفش منه مليم احمر.
- ليه كده ؟؟
- البركة بقي في الموضة و الازياء اللي هوسة امي ، بتصرف كل اللي وراها و اللي قدامها علي شكلها و مظهرها.
ثم حول نظره إليه ، و قال باسما في إستكانة محببة :
- و البركة فيك بردو يا كبير طول عمرك جدع و مبتنساش حد خصوصا صحابك.
رمقه " مروان " بإبتسامة خبيثة و هو مدركا تماما مقصده الإستغلالي المتخفي تحت بند الصداقة الزائفة ، بينما صاحت " سالي " و هي ترفع كأسها في الهواء :
- بصحة فلوسك يا مارو.
فردد الجميع هتافها ، بينما إبتسم " مروان " في غرور متعال مزهوا بهيبته الطاغية بين الجميع ...