88

2.3K 74 2
                                    

يعني خرجت كسبان بردو و اتمتعت بيها زي ما كنت عايز بالظبط ، زي ما قولتلي يا عاصم .. انت عملت كل حاجة كنت عاوزها
اظن كفاية كده ... ماعادش هيجيلك من وراها الا المشاكل !
آثار "زين" فيه مكامن الغضب و الثورة بكلامه الإستفزازي ، ذلك أن عينيه كانتا تقدحان شررا ، و شفتيه ترتجفان بتوتر ملحوظ ، حتي صاح به:
-ماتتكلمش عليها بالطريقة دي يا زين ، فاهم ؟ .. دي مراتي ، و انا مش هسيبها ، مستحيل ... و اذا ماكلمتليش المحامي دلوقتي ، هقوم البس و اروحله بنفسي.
نفذ صبر الأخير ، فصاح بدوره:
-ما تبطل عنادك ده بقي يا اخي .. شوف وصلك لفين ؟ ... حرام عليك امك اللي هتموت من القلق عليك و انا مش عارف اقولها ايه ؟ .. سيبك شوية من ست الحسن بتاعتك و إلتفت لعيلتك ، اخوك و امك !
قطب "عاصم" و هو يسأله في قلق و إهتمام:
-مالها امي يا زين ؟ .. كانت عايزة ايه ؟ فيها حاجة ؟؟؟
بشيء من الغيظ ، أجابه:
-مافيش حاجة يا سيدي .. زي ما تقول بس حست بيك و بالمصيبة اللي وقعت فوق دماغك ، اومال انا ليه بقولك خد العلاج اللي كتبهولك الدكتور الصبح و كل كويس ؟ .. عشان تروح تطمنها عليك ، و لو اني مش عارف وشك المشلفط ده هيلم امتي ؟ انت كنت ناقص اصلا ؟ بالطريقة دي مش هتعرفك .. المهم ... انا روحت اطمنها بنفسي بس هي مش مصدقاني.
-قولتلها ايه ؟؟
-قولتلها سيادتك سافرت فجأة تتفق علي صفقة شغل برا.
-و قالتلك ايه ؟؟
-ماقتنعتش طبعا ، و قالتلي من امتي حضرتك بتهتم بشغل الشركة و لا بتطلع برا البيت اصلا ! .. كانت عايزاني اطلبك عشان تكلمك و تتآكد بنفسها .. اتهربت منها بأعجوبة.
أشاح "عاصم" عنه عابسا ، و لكنه ما لبث أن عاد ينظر إليه مجددا و يسأله بصوته العميق:
-هو فين شهاب ؟؟
ما كاد "زين" ليجيبه حتي سمعا في نفس اللحظة طرقا متلاحقا علي باب الغرفة ..
سمح "عاصم" بالدخول ... فإنفتح الباب ، و أطل من خلفه أحد الخدم ..
إمتثل أمام "عاصم" مباشرة و هو يقول لاهثا بوجه مذعور:
-عـ عاصم بيه .. الحق ، شهاب بيه !
هب "عاصم" من الفراش لفوره صائحا:
-ماله شهاب ؟؟!!
أجابه الخادم متلعثما:
-فـ في عربية عدت من قدام القصر ... ظهر منها اتنين رموا حاجة كده عالبوابة و مشيوا بسرعة .. لما روحنا نشوف في ايه لاقينا .. لـ لاقينا آاا ...
قاطعه "عاصم" صارخا:
-لاقيتوا ايـــه انطــق !
رد الخادم بسرعة من فرط خوفه و توتره:
-لاقينا شهاب بيه هو اللي مرمي قدام البوابة.
لم ينتظر "عاصم" ليسمع منه المزيد ، و إندفع كطلقة رصاص متجاهلا آلامه كلها من غرفته إلي الأسفل يتبعه "زين" ..
وصل عند بوابة القصر ، ليجد حلقة ضيقة تضم جميع أفراد الخدم حول شيئا ما !
صاح "عاصم" فيهم ليبتعدوا و هو يزيحهم من طريقه بكلتا يداه ..
ليطلق صياحه المجنون لحظة وقعت عيناه علي شقيقه الفاقد وعيه و الهامد تماما فوق الأرض الصلبة ..
جثي علي ركبيته بجواره بهزه بقوة ليفيق ، لكن بلا فائدة ..
جسد "شهاب" يتحرك فقط تبعا لدفعات "عاصم" العنيفة .. :
-شهـاب ! ... شهــاب ، رد عليـــا .. مالك يا شهـاب فيـك ايــه ؟؟؟
ظل يناديه ، و لكنه لم يجيبه ... فرفع وجهه إلي "زين" المذعور بدوره صارخا:
-اطلب الاسعاف يـا زيــن !

المظفار والشرسهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن