عندما دلف إلي غرفته ، كان يحمل جسدها المتهدل بين ذراعيه ..
و كان جسده ينتفض بالرغبة مع كل خطوة يخطوها نحو فراشه العريض .. مددها برفق فوق الأغطية السميكة الناعمة ، ثم جلس علي حافة الفراش قريبا منها ..
راح ينظر إليها بقوة و تركيز .. مسح جسدها من أسفل إلي أعلي بعينين نهمتين ، و علي إثر ذلك ، تصلب كل عرق و عصب بجسده ..
فلم يعد يطيق صبرا ، فك أزرار قميصه بسرعة فائقة ، فقد كانت أصابعه ماهرة في تلك اللحظة بالذات ..
و بلهفة و شوق بالغين ، دني برأسه من رأسها ، و راح يوزع علي وجهها قبلاته المحمومة ..
حتي وصل إلي شفتيها ، كان عاقدا العزم و بقوة علي نيل مايريد ، و كان مشتاقا لإرتشاف رحيق شفتيها حتي الثمالة ..
كان يمني نفسه بالإستمتاع بها و بجمالها طوال فترة غيابها عن الوعي ..
كان يرحب بشدة بالغوص في بحرها العميق ليستكشفها هو وحده لأول مرة فيحظر علي الآخرين مقاربتها سواه ، هو فقط من يحل له الإقتراب منها ، و سبر أغوارها بنفسه ..
ترك أمواجها تتقاذفه و تطغي عليه ، فبات هائما علي وجهه لا يدر شيئا من حوله سوي أنه و أخيرا ، فتح لنفسه أبواب الجنة ..
و لوهلة ، آمن بإنه فقد السيطرة علي ذاته كليا و لا مجال للرجعة و لو خطوة واحدة عما أقبل عليه حتي الآن ..
فهي الليلة ، سوف تغدو ملكا له للأبد .... إلا أنه و بصورة مفاجئة ، إنتزع نفسه إنتزاعا من فوقها ..
إذ إرتد بوجهه للخلف و هو يلهث بعنف .. إبتعد عنها ، و أسرع يدفن رأسه في الوسادة بجوارها و يقلص يديه فوق رأسه محاولا كبح الرغبة الحارقة التي تكاد تدفعه إلي حافة الجنون ..
لا يمكن أن يفعل هذا بها .. قال محدثا نفسه ..
فإذا فعل ، سوف تكرهه مدي الحياة ، و لن تسامحه إطلاقا ..
إذن ، يجب أن ينظف خلده من وساوس ذلك الشيطان الذي لا يكف عن تحريضه علي إيذائها ..
فلو كان سيقضي اليوم ليلة بالجنة ، فإن جحيم الذنب سيكون مثواه أبدا خالدا مخلدا فيه حتي لو كفر عن إثمه طوال ما بقي من عمره ..
رفع "عاصم" وجهه أخيرا بعد أن ضمن سيطرته علي نفسه ، و أنه ما عاد جائعا للشهوة ، أو .. لها هي تحديدا ..
عاد يجلس بالقرب منها مجددا ، و أخذ يدقق النظر في هدوء بوجهها الملائكي البرئ و هي نائمة كالأطفال ..
إنها دائما تتمتع بمساحات راسخة من الجمال في كل حالاتها ..
غافية كانت أو مستيقظة ، فالوجه فيه إستدارة ، و البشرة بيضاظ صافية ، و العينان زرقاوان ، و الأهداب كثة كما الحاجبين المرسومين ..
و شعرها أشقر عسلي كلون الذهب الوضاء ، و صدرها مكتنزا يتوضع علي هضبة متسطحة لا نتوء فيها ..
فضلا عن باقي أجزاء جسدها اللينة البضة و الملساء ..
إنها تثير الفتنة في كل رجل يدقق النظر بذلك القوام الرائع ..
كل شيء فيها كان قد طمع به في البداية ، كما أوهم نفسه آنذاك أن الوقت حان ليتزوج و ينجب أولادا ، كان يتهرب من مواجهة الحقيقة ..
حقيقة وقوعه في غرامها بشكل مستميت .. صحيح أنه أصبح علي مر الزمن خبيرا في مصارعة التجارب المصيرية و التغلب عليها ، إنما تجربة الحب الحقيقي كانت جديدة بالنسبة إليه ..
أصبح "عاصم" متأكدا في تلك اللحظة أنه إذا حاول إرغامها علي تلبية رغباته سالكا ذلك الطريق الوعر المظلم ..
فحتما سيكون الفشل هو حصاده بأخر المطاف ، و لن تقدر هي أن تصدق بأنه فعل ذلك لأنه يحبها ، من جهة أخري هو محتارا ..
فإذا لم ينفذ خطته تلك ، لن ترضخ له ، لن تقبل به أبدا ..
إذن ماذا عليه أن يفعل الآن ؟ .. ما هو الحل الأمثل لتلك المشكلة ؟؟
أخذ يفكر و يفكر و بفكر ..... حتي لمعت برأسه فكرة ذهبية .. عصير التوت ، عصير التوت الذي شربت منه بالأسفل ..
هرع "عاصم" إلي الأسفل ليحضره و هو يفكر بفاعلية نجاح خطته ، فهو سيوهمها ، سيجعلها تعتقد بأنه إمتلكها بالفعل ، و بذلك يضمن بقائها معه ، و عدم تفكيرها في الهرب منه مجددا ..
إستقر "عاصم" علي هذا الحل نهائيا ، و عندما عاد إلي الغرفة .. إقترب من السرير ، و شرع ينفذ مخططاته ..
فنثر عصير التوت فوق الأغطية البيضاء ، ثم نزع ملابسه ..
و لكن ، كانت الخطوة الأخيرة هي الأصعب بالنسبة له .. إذ يجب أن ينزع عنها ملابسها هي الأخري ..
ظل لدقائق عدة واقفا أمام السرير بلا حراك ، لا يعرف من أين يبدأ ؟ و كيف يبدأ ؟؟
سحب نفسا عميقا ، و تقدم نحوها و قد حسم أمره ..
نزع عنها تلك السترة الصوفية بخفة يد و رقة ، و أكمل علي نفس الوتيرة حتي أصبحت بملابسها الداخلية فقط ..
عند ذلك ، شعر "عاصم" بوجوب التوقف في الحال ، لئلا تولد الشرارة بداخله و تشعل رغبته فيها مجددا ..
و لكن ما أبرعه في قدرته علي إمتصاص إنفعالاته ، و رغم جسده الذي راح يتصبب عرقا ، و ذلك الشيطان الخبيث الذي لا زال يوسوس له بلا هوادة ..
إقترب منها ثانية و هو يشيح بوجهه للجهة الأخري ، فنزع القطعتين الباقيتين من الملابس التي كانت فوق جسدها ..
و ها هي أمامه الآن عارية تماما كما ولدتها أمها ، و لكنه لم يحاول حتي أن يسترق النظر إليها ..
فيما أخذ يتحسس الفراش حتي وجد الملاءة الناعمة ، فسحبها علي جسد "هانيا" حتي ذقنها ..
عند ذلك ، زفر بقوة و كأنه خرج للتو من معركة عنيفة ، أتلفت أعصابه ، و إستنزفت قواه ..