في الأرض المجاورة..كان العمال كخلية النحل..يعملون بجد و دون توقف أو
تراخي..و كان هناك رجل ثلاثيني يلبس قميصا و سروالا أسودي اللون و يضع
نظارت شمسية سوداء تخفي عينيه البلوريتين..ملامح وجهه كانت توحي بالصرامة
و القسوة و القوة..رجل قوي الشخصية..ذو ثراء فاحش..يعشق شراء الأراضي و
استغلال نقاط ضعف المالكين لكي يحصل على الأراضي بأسعار بخسة..كل
العاملين لديه يخافونه و يخشون سطوته..فتح باب القصر الذي يقع في طرف
الأرض و دخل..نادى بصوت جهوري " عكاش..تعالى" اقترب منه رئيس
العمال..رجل في أواخر الخمسينات من عمره..وقف أمامه و قال بصوت مرتعش"
نعم سيد ياغيز" قال" يجب أن تفهم العمال أنني لا أريد أي تهاون..لن أرحم من
يقصر في عمله..هل هذا واضح؟ و ستكون أنت المسؤول أمامي..كن مستعدا"
ابتلع الرجل ريقه و قال دون أن ينظر إليه" أعلم ذلك سيدي" ..أشار إليه أن يخرج
..وقف للحظات أمام النافذة و قال" و الآن..يجب أن نقدم التعازي في السيد أمين
شامكران..لقد تأخرت كثيرا على ذلك" ..خرج و ركب سيارته الجيب السوداء..بعد
دقائق..كان قد وصل إلى منتصف أرض شامكران..وجد رجل و فتاة يعملان
معا..نادى" هاي..أنت ..يا رجل" التفت إليه بهجت و اقترب منه مسرعا و قال"
تفضل يا سيد..ماذا تريد؟" قال و هو يزيح نظاراته عن عينيه " أين عائلة المرحوم..أريد أن
أقدم التعازي" أشار بهجت بيده إلى الفتاة التي كانت تعزق الأرض و قال" تلك هي
ابنته" ..رمقها ياغيز بنظرات متفحصة ثم سأل" أليس للمرحوم أولاد؟" هز بهجت
..رأسه بالنفي فأشار له ياغيز بأن يناديها له لكي يكلمها..

أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romanceما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...