البارت الرابع عشر

4.6K 141 1
                                    

غادر كمال و بقيت هزان جالسة لوحدها في غرفة المكتب تفكر بما قد تجلبه
مساعدة كمال لها من مشاكل مع والده..أبوه أوندر دميرهان هو خالها..غضب من
أمها فضيلة و قاطعها عندما تزوجت من أمين..تحدت كل العائلة لكي تكون مع
حبيبها المزارع الفقير..عائلتها ثرية و من أشهر العائلات في اسطنبول لذلك
رفضت فكرة زواج ابنتهم الوحيدة من شاب فقير..و تم حرمانها من نصيبها في
الميراث و تنكر أخوها لها..لامست هزان بأصابع مرتعشة و بتنهيدة حزن عميقة
صورة والدها و والدتها..لقد كانا يحبان بعضهما كثيرا و عاشا معا يتشاركان لحظات
السعادة و الحزن..انهمرت دمعة كبيرة على خدها فمسحتها هزان و احتضنت
صورة والديها و هي تقول" أعدكما أنني لن أفرط في شبر من هذه الأرض" ..ثم
ارتدت ثياب العمل و ذهبت إلى الأرض..وجدت كمال و العمال قد سبقوها و
انطلقوا في العمل..ابتسمت ابتسامة سعادة و اقتربت من كمال و وقفت بجانبه و
أخذا يتحدثان عن الأشجار و المزروعات عندما توقفت سيارة جيب سوداء و نزل
منها ياغيز إيجمان..كان يرتدي سروال جينز أزرق اللون و قميصا بنيا و يضع
نظارات بنية على عينيه..التفت هزان عندما سمعت صوته يناديها..لم تذهب إليه
كعادتها..اقترب منها و قال" لم تأتي إلي كعادتك..لا مشكلة..ها قد أتيتك أنا..كيف
حالك؟" إجابت بعصبية" كنت بخير قبل أن أراك" ابتسم و نظر إلى كمال و قال و
هو يمد يده إليه" مرحبا..ياغيز إيجمان" صافحه كمال و هو يقول" و أنا كمال
دميرهان..ابن خال هزان" رفع ياغيز حاجبه استغرابا و قال" لم أكن أعرف أن
هزان هانم لها صلة قرابة بعائلة دميرهان الشهيرة" رمقته هزان بنظرة غاضبة و
قالت" تفضل ياغيز باي..هل تريد شيئا؟" أمسكها من ذراعها و أبعدها عن كمال و
هو يقول" أريد أن أدعوك على العشاء..الليلة ..في قصري" ابعدت هزان يده عنها و
قالت" لست مهتمة..تستطيع أن تتعشى مع غيري..عن إذنك" همت بالإبتعاد لكنه
منعها و قال" ألا تريدين أن تتخلصي من الرهن؟" أجابت" أكيد" ابتسم بخبث و قال"
اذا ستأتين إلى القصر الليلة..و قبل أن أنسى..خذي هذا" و مد لها كيسا و ابتعد و
..هو يقول" على الساعة الثامنة..لا تتأخري" و ركب سيارته و ابتعد بها..

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن