أسبوع مر على زواجهما..قضوه يتجولان من فندق إلى آخر ..و من مدينة إلى
أخرى..يلتقطان الصور هنا و هناك..يمسكان يدي بعضهما بقوة..يرقصان على أنغام
عشقهما..يلعبان كطفلين صغيرين..يسبحان معا..يتبادلان القبلات..يتطارحان
الغرام..كانت السعادة تغمر قلبيهما و تخيم عليهما بظلالها..عادا اليوم إلى
القصر..وجدا إيجه و أمينة و بهجت في انتظارهما..جهزوا لهما الغداء و تناولوه
معا..ثم استقبلا معا أهل المنطقة الذين قدموا لتقديم التهاني..جاء كمال و تظاهر
بأنه سعيد لسعادتهما و صافحهما مهنئا..مد له ياغيز يده على مضض لكي لا يفسد
فرحة هزان..انشغل ياغيز مع بعض معارفه فاستغل كمال الفرصة و أخذ يتحدث
همسا مع هزان و يضحكان معا بصوت عالي..التفت ياغيز إليهما و قد أحرقت
الغيرة قلبه..فرح كمال بنظراته الحادة و تعمد ملامسة وجه هزان و إزاحة خصلة
شعر نزلت عليه..لم يتحمل ياغيز ذلك و اقترب من هزان و جذبها من يدها بعنف
لتقف و أبعدها عن كمال..قالت هزان" ياغيز..مالأمر؟ لماذا تصرفت هكذا أمام
الموجودين؟" صاح" لأنني لا أحتمل رؤيتك مع هذا الحقير" نظرت إليه هزان و
قالت" ياغيز..إهدأ أرجوك..كمال ابن خالي و صديقي و علاقتي به جيدة..لا داعي
لتصرفاتك هذه..إنه شخص مهذب و يعرف حدوده جيدا" شدها ياغيز إليه بعنف و
قال" أنا أغار منه..افهمي هذا..لا أريده أن يلمسك أو أن يقترب منك..هل هذا
واضح؟" قالت هزان" ياغيز..أنت تؤلمني..توقف عن هذا" تكلم ياغيز من بين
أسنانه" هزان..عديني بأنك لن تسمحي له بأخذك مني..عديني أنك ستبقين تحبينني
أنا دائما..عديني أنك لن تخونيني..هيا..عديني" حملقت فيه هزان و قالت و قد
لمعت الدموع في عينيها" ياغيز..أرجوك..اترك يدي..لقد آلمتني " واصل ضغطه
عليها و صاح بها" عديني..هيا" قالت و هي تبكي" حسنا..أعدك بذلك..أعدك..اتركني لو سمحت"
عندها انتبه ياغيز لنفسه و هو يرى دموعها و تركها..تحسست هزان ذراعيها التي
تركت فيهما أصابع ياغيز أثرا و بكت في صمت..اقترب منها ياغيز لكي يمسح
..دموعها لكنها ابتعدت عنه و لم تسمح له بلمسها..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romanceما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...