في مطعم فاخر في قلب المدينة..جلس ياغيز و هزان على طاولة منعزلة في
ركن مظلم..تنيره فقط الشموع الحمراء التي كانت فوق الطاولة ..قدم لهما
النادل العشاء الذي أصر ياغيز على أن يكون يحتوي على رقائق اللحم المشوي
كما تحب هزان..أما هو فطلب لنفسه سمكا و هو يقول" أفضل طعام بالنسبة لي
هو السمك..عندما يكون لدي وقت فراغ..أفضل أن أصطاده بنفسي و أشويه" ثم
سكب لها و لنفسه كأسين من النبيذ و أخذا يتناولان عشاءهما..رن هاتف هزان
فقالت" أهلا كمال" و فور نطقها لإسم كمال..تغيرت ملامح ياغيز و بدا الضيق
جليا على وجهه..قال كمال" هزان..أين أنت؟ لقد ذهبت إلى الأرض و المنزل
لكني لم أجدك..هل أنت بخير؟" ابتسمت و أجابت" أنا بخير..لا داعي للقلق..أنا في
المدينة..هل تريدني في شيء؟" قال"لا..أردت الإطمئنان عليك فقط..لقد
اشتقت إليك" و قبل أن تجيبه رفع ياغيز صوته و هو ينادي النادل متعمدا ذلك لكي
يسمعه كمال..قالت هزان" كمال..سأراك غدا..يجب أن أغلق الآن" سألها بعصبية"
هل أنت مع ياغيز؟" أجابت دون تردد" نعم..أنا معه" فقطع كمال الخط مباشرة و
رمى الهاتف على الحائط ليتحطم إلى أشلاء صغيرة..سأل ياغيز" ماذا يريد السيد
كمال؟" ابتسمت هزان و قد أسعدتها غيرته عليها و قالت" لا شيء..لم يراني اليوم
فأراد أن يسأل عني" وضع ياغيز الشوكة و السكينة من يده و قال" هزان..أعلم
أنك تثقين بكمال و تعتبرينه صديقا..لكنني أرى في عينيه ما لا تستطيعين أنت
رؤيته" سألت" و ماذا ترى في عينيه؟ إن كنت تقصد أنه معجب بي ..فلا تقلق..لقد
اعترف لي بذلك" ضغط ياغيز بأصابعه على كرسيه لكي يخفي غضبه و غيرته التي
كانت تلتهم قلبه ثم تمتم" لم أقصد ذلك..أنا أرى في عينيه خبثا و شرا..أخشى
عليك منه..قد يكون من تعتبرينه ملاكا هو الشيطان بعينه..احذري منه" قالت"
ياغيز..أنا لم أرى منه إلا كل طيبة و مساعدة و دعم..و لا أريد ليومنا الجميل أن
ينتهي بشجار سببه كمال..أنا أثق به و أعتبره صديقا..و إذا كنت تغار علي منه
فاطمئن..أنا أراه صديقا فقط..و مستحيل أن أعتبره شيئا آخر..هل اتفقنا؟" هز ياغيز
رأسه و قال" حسنا حياتي..كما تريدين..لكن تذكري بأن ما قلته ليس هراء..بل أنا أخاف عليك منه..و أخشى أن يؤذيك بطريقة ما..المشكلة أنك تثقين به أكثر من اللازم..أتمنى ألا يخيب ظنك به في يوم من الأيام " ثم أنهيا
..عشاءهما و ركبا معا في السيارة عائدين إلى الارض
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romanceما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...