خرجت هزان من عند ياغيز منهارة و حزينة..دموعها تنهمر غزيرة على خديها..تضع
يدها على صدرها و هي تحاول أن تخفف الألم الذي يعتصر قلبها و يمزقه
إربا..وقف سليم بجانبها و حاول مواساتها ثم أخبرها أنه سيتأخر فودعته و ركبت
سيارتها و ذهبت..في المساء..كانت هزان جالسة عندما دخل عليها كمال مسرعا و
قال" هزان..لقد وجدت دليلا يثبت براءة ياغيز" انتفضت هزان واقفة و سألت
بحماس" حقا؟ هل أنت متأكد مما تقوله؟" قال" نعم..أنا متأكد من ذلك..إنه
عامل بسيط رأى ياغيز واقفا لوحده في الأرض و هو يبحث عن رؤيا و ينادي عليها"
قالت" و لماذا لم تحضره معك أو تأخذه إلى المحامي؟" أجاب" لأنه رفض أن يأتي
معي..يريد أن يقابلك أنت..ربما لديه مطلب خاص يرغب في إخبارك به" قالت
هزان" تمام..أتعرف عنوانه؟" قال" نعم" أخذت هزان حقيبتها و خرجت معه و هي
تقول" خذني إليه بسرعة" ..نسيت هزان ما اوصاها به ياغيز بألا تخرج معه
لوحدها..حماسها لكي تجد دليلا لبراءة حبيبها و زوجها أنساها كل شيء..كان كمال
يقود السيارة اما هزان فكانت تفرك أصابع يديها بنفاذ صبر و تسأل بين الفينة و
الأخرى" هل وصلنا؟" فيجيبها أن الطريق مازال طويلا..ثم مد لها قارورة ماء و
قال" هزان..لا تتوتري..سنصل قريبا..اشربي القليل من الماء" فتحت هزان
القارورة و ارتشفت بعض الماء ثم وضعت رأسها على زجاج النافذة و أخذت
تشاهد المناظر الطبيعية..و ما هي إلا لحظات..حتى غلبها النعاس..و نامت..في
ذات الوقت..جاءت انجي ..والدة ياغيز لزيارته في السجن..دخل إلى الغرفة..و
عبس مباشرة فور رؤيته لها و طلب من الحارس أن يعيده إلى السجن..قالت"
مرحبا بني..كيف حالك؟ " رمقها بنظرات حادة و قال" أنا بخير ما دمتي أنت بعيدة
عني" ضحكت بصوت عالي و قالت" و من هو القريب منك إذا؟ هل هي زوجتك
الجميلة؟ هل جاءت لزيارتك؟ " أجاب" نعم..لقد جاءت لزيارتي..و حتى لو لم
تأتي..فهي دائما قريبة..هنا و هنا" و أشار إلى قلبه و رأسه..اقتربت أمه منه و
سألت" ترى هل أنت أيضا في ذات المكان بالنسبة إليها؟ أيعقل أن تكون مع
عشيقها الآن؟ أيعقل أن تستغل فترة وجودك هنا لكي تخونك" ضرب ياغيز
الكرسي بساقه و صاح بها" اخرسي..و اذهبي من هنا..زوجتي ليست خائنة
..مثلك..أيها الحارس..أعدني إلى سجني" فجاء الحارس و أعاده إلى الزنزانة..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Storie d'amoreما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...