قال" هل تمكنت من معرفة سبب الحريق؟" أجابت بحزن" لا..مع الأسف" التفت
إليها و قال" هزان..صدقيني..لست أنا من فعل ذلك" نظرت إليه و قالت" لسبب لا
أعلمه..أصدقك" ابتسم بسعادة و قبل أن يجيبها..اقترب منهما كمال و حياهما قائلا"
من الجيد أنني رأيتكما معا" قالت" مرحبا كمال..ماذا حدث؟ " صافح كمال ياغيز ثم قبل
هزان على خدها تحت نظرات ياغيز المشتعلة و قال" أنا أقيم حفلا الليلة في
منزلي و أردت أن أدعوكما للحضور" ابتسمت هزان و قالت" أنا جاهزة للحضور"
نظر ياغيز إليها و قال" و أنا أيضا..شكرا لك سيد كمال على الدعوة" هز كمال
رأسه ثم همس بكلمات في أذن هزان فتغيرت ملامحها و بان الضيق على
وجهها..تضايق ياغيز من كلامهما السري و تضايق أكثر عندما رأى الحزن الذي
اكتسى وجه هزان..كان يريد أن يحضنها..أن يضمها بين ذراعيه..أن يمسح الحزن و
يبدله بفرح و سعادة..أن يسألها عن سببه فتخبره كأنه شخص تثق به و تطمئن
للحديث معه..يريد الكثير و الكثير ..لكنهما مازالا بعيدين ..استأذنت هزان منهما و
نادت العم بهجت و أوصته بسير العمل ثم اختفت داخل المنزل..تابعها ياغيز
بنظرات قلقة ثم التفت إلى كمال و سأله" مالأمر؟ ماذا أخبرتها؟" رمقه كمال
بنظرات مستغربة و قال" عفوا؟ و لماذا تسأل؟ " اقترب منه ياغيز و هو يحاول
السيطرة على أعصابه ثم قال" أسأل لأنني رأيت الحزن الذي اكتسى ملامح وجهها
بعد الحديث السري الذي تحدثتماه معا" قال كمال" سيد ياغيز..هذا ليس من
شأنك..لا تنسى أن أكثر من يحزن هزان بيننا هو أنت..لذلك..ابقى بعيدا عنها..لا
تتدخل..انها مسألة عائلية" و ابتعد من أمامه..جمع ياغيز قبضة يده و تأفف بضيق
.ثم اتجه ناحية المنزل و طرق الباب..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romanceما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...