سابق أوموت حصان ياغيز الريح و طار بهزان..و فور وصولها ترجلت عن ظهره و
اقتحمت القصر و هي تصيح بأعلى صوتها" أين أنت أيها الحقير؟ أين أنت أيها
الشيطان؟ هل هذه أساليبك القذرة لكي تهزمني؟ لن تنجح في ذلك..هل سمعتني؟ ان كنت رجلا اخرج إلي و انظر مباشرة في عيني و اعترف أنك
أنت من أحرق المحصول..هيا..أرني وجهك..اخرج..هيا" و تردد صدى صراخها في كامل
أرجاء القصر..و بعد لحظات..فتح باب القصر و خرج ياغيز و هو يرتدي روبا منزليا
بني اللون و تحته تظهر بيجامته..اقترب منها و قال" مالأمر آنسة هزان؟ لماذا تصرخين كالبربرية هكذا؟"
ابتسمت بسخرية و قالت" و تسأل بكل وقاحة؟ هل أنت سعيد الآن؟ هل تظن أنك
هزمتني لأنك أحرقت لي المحصول؟" مرر ياغيز أصابعه في شعره و قال بهدوء"
هزان..أنا لا أفهم عما تتكلمين..عن أي محصول تتحدثين؟" أجابت" محصول القمح
و الشعير..لقد احترق و ذهب هباء أمام عيني" ثم اقتربت منه و أخذت تضرب على
صدره بيديها و هي تصيح " هل أنت سعيد؟ هيا أجب..هل تظن أنك ستهزمني و
تجعلني أتخلى عن شرفي و أرضي؟ أنت واهم يا هذا" أمسك ياغيز بيديها و أبعدهما
عنه و هو يقول" لا أعلم إن كنت ستصدقينني..لكنني لست أنا من أحرق
المحصول..أقسم لك" ضحكت هزان بصوت عال و قالت" تقسم..بماذا؟ بشرفك
مثلا؟ أنت مضحك جدا..أتعلم..أنا أشفق عليك ..حقا..أنت تحاربني بأساليبك القذرة
و تعتقد أنك قادر على جعلي أستسلم..لن تنجح..تأكد من ذلك" و همت بالإبتعاد عنه
لكنه أمسك ذراعها و قال" هزان..لست أنا من أحرق المحصول..صدقيني أرجوك"
التفتت إليه هزان و عيناها قد امتلأت بدموعها و قالت" لن أصدق حقيرا مثلك..لقد
سرقت مني تعبي و مجهودي..و لن أسمح لك بسرقة شرفي و أرضي..حتى لو
كلفني ذلك حياتي..هل فهمت؟ أنا مستعدة أن أموت من أجل الحفاظ على شرفي
و أرضي" حاولت أن تتملص منه لكي لا تبكي أمامه لكنه لم يطلق سراحها..بل
جذبها نحوه و عانقها بشدة واضعا رأسه في شعرها..تخبطت هزان محاولة أن
تتخلص من قبضته المحكمة لكن دون جدوى..انهمرت دموع هزان بغزارة على
خديها و صارت تشهق بالبكاء..فداعب ياغيز خصلات شعرها بحنان و هو يهمس "
هزان..أرجوك..صدقيني..لست أنا من أحرق المحصول..لم أفعل ذلك..من حقك ألا
تصدقيني..لكنني أقسم بتراب والدي الذي أحبه أكثر من نفسي أنني لم أفعل ذلك"
..بقيا متعانقين للحظات..أجسادهما متلاصقة..أنفاسه تحرق بشرتها..و دموعها
..بللت قميصه..ثم ابتعدت هزان عنه..نظرت إليه بصمت ثم ركبت حصانها و ذهبت..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romanceما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...