وصلت هزان إلى القصر فوجدت البوابة مفتوحة ..دخلت بسيارتها ثم ترجلت منها
و أخذت تطرق الباب بشدة..فتح أحد الخدم الباب و سأل" عفوا..ماذا تريدين يا
آنسة؟" أجابت" أريد أن أرى السيد ياغيز ..أين هو؟" قال" إنه في غرفته..انتظري لكي
أعطيه خبرا بقدومك" هزت رأسها بالنفي و تجاوزته إلى الداخل و هي تقول"
لا داعي لذلك" ..صعدت الدرج و هي تجري و عندما وصلت أمام غرفة ياغيز..طرقت
الباب بعنف و ما إن سمعت كلمة تفضل حتى دخلت مسرعة..تجمدت في مكانها و
هي ترى ياغيز يقف أمامها عاري الصدر و يرتدي تبانا قصيرا فقط و شعره مجعد
كأنه نهض لتوه من سريره..لم تنطق هزان بكلمة واحدة فسألها ياغيز"
هزان..ماذا حدث؟ هل أنت بخير ؟" انتبهت هزان من غفلتها و أبعدت عينيها عنه و هي تجيب"
أنا..أنا..جئت لكي أسألك..هل حقا أعدت لي أرضي؟ أم أنني تخيلت ذلك؟ "
اقترب منها ياغيز و قال" نعم..لقد أعدت لك أرضك..لم تعودي مضطرة لدفع المال
لي..هاقد تنازل الشيطان عن شره و أظهر بعض الخير" نظرت إليه هزان بحزن و
قالت" انا آسفة لأنني.." قاطعها" لا تتأسفي..لقد كنت فعلا شيطانا..لكن..كان ذلك
قبل أن أعرفك و .." صمت فسألت بلهفة" و ماذا؟ أنهي كلامك..قل" اقترب منها أكثر و وضع
يده على وجهها و هو يهمس" قبل أن أعرفك و أقع في حبك..نعم..هزان..أنا
أحبك..لقد وقعت في حبك دون وعي مني..لقد نجح حبك في نزع ذلك الحقد و الكره الذي في
داخلي ..و حولني إلى عاشق ولهان يطمع في نظرة من عيونك الجميلة" ابتسمت
هزان و غزى اللون الأحمر خديها و طأطأت رأسها فوضع ياغيز إصبعه تحت ذقنها و
رفع وجهها و هو يقول" لا تحني رأسك..كوني دائما شامخة و قوية و ذات كبرياء
كما عرفتك..هزان..تأكدي أنني لا أقول لك هذا الكلام لكي أؤثر عليك أو
أستغلك..مشاعري صادقة..حتى ولو لم تبادليني نفس المشاعر فذلك لن ينقص
حبي لك و لن يجعلني أتراجع..ما أريده منك فقط هو أن تمنحيني فرصة لكي أريك
وجهي الآخر الذي لا تعرفين عنه شيئا..و ربما لا تصدقين أنه موجود أساسا" نظرت
إليه و همست" قلبي يصدق ذلك..و بشدة" وضع ياغيز يده على صدرها حيث قلبها
تماما و قرب فمه من أذنها و تمتم" أستطيع سماع ذلك" أنفاسه أحرقت رقبتها و
اقترابه زاد من ارتباكها فتسارعت دقات قلبها أكثر فأكثر و صار صدرها يعلو و
ينخفض تحت ملمس أصابعه..جذبها ياغيز نحوه و عانقها دافنا رأسه في شعرها
الليلكي الطويل..أما هي فأراحت رأسها على صدره أين سمعت دقات قلبه تناديها
بصوت عال..رفعت رأسها إليه فالتقت نظراتهما و اختلطت أنفاسهما..أمال ياغيز
..رأسه و أخذ شفتيها بين شفتيه في قبلة عذبة
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Storie d'amoreما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...