البارت الحادي و الأربعون

3.5K 104 0
                                    

بعد ذلك..توقفا أمام محل كراء دراجات فركبا معا على دراجتين و أخذا
يتسابقان..علا صوت ضحكاته التي تنبع من قلبه فنظرت إليه هزان و قد أسعدتها
سعادته..اقتربت منه بدراجتها و قالت" أتعلم..هذه المرة الأولى التي أراك فيها
تضحك هكذا..ابتسامتك جميلة جدا..هب موتلو أول..كن سعيدا دائما..السعادة تليق
بك" تعلقت عيناه بها و همس" أنت سبب سعادتي..كوني دائما معي..و سأكون
سعيدا" ابتسمت و قالت" أرأيت كم أنا ذكية" سأل" لماذا؟" ابتعدت عنه و سبقته و
هي تصيح" لأنني قمت بإلهاءك لكي أسبقك و أفوز بالسباق..هااااي" و رفعت يديها
في الهواء و هي تحتفل بفوزها عليه..حاول ياغيز اللحاق بها لكنها كانت قد
سبقته..صاح من وراءها" أيتها الغشاشة..لن أسمح لك بالفوز في المرة القادمة"
..ضحكا معا بصوت عالي و السعادة تغمر قلوبهما..أوقفت هزان دراجتها و استلقت
على العشب القريب منها..استلقى ياغيز بجانبها و وضع ذراعه تحت رأسها و هو
ينظر إليها..قالت" أحب الأرض و العشب و رائحتهما..أشعر أنني أنتمي إليهما..منذ
صغري..علمني والدايا أن الأرض هي الشرف..لذلك لا يمكن أن أتخلى عن أرضي
بأي شكل من الأشكال" عبس ياغيز و تمتم" اعذريني..لم أكن أعلم أن الأرض تعني
لك الكثير..في الواقع..لا علاقة لي بالأراضي و لا أفهم منها إلا أنها مصدر للربح و
الأموال..لم أتعود أن أتعامل مع الأشياء بعاطفة..كنت متحجر القلب و قاسي..إلى
حين رأيتك و تعرفت عليك و أحببتك..لدي ماضي حافل بالسوداوية و القذارة و
الحقد..لكنني أؤكد لك أنني تغيرت..و ذلك الشيطان الذي كنت تكرهينه قد اختفى
ليحل محله ياغيز العاشق" داعبت هزان تقاطيع وجهه و هي تقول" ياغيز..هل
أستطيع أن أسألك سؤالا؟" قال" إسألي" سألت" لا أسمعك تذكر أمك أبدا..هل هي
ميتة؟" تغيرت ملامح باغيز و أبعد عينيه عنها و أجاب" نعم..إنها ميتة..هيا نذهب" و
..وقف و مد لها يده و ساعدها على الوقوف

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن