البارت الخامس و الأربعون

3.6K 96 0
                                    

أجاب" سأجعلها تجهض الجنين" جن جنون هزان و أمسكته من ياقة قميصه و
أخذت تهزه بشدة و هي تقول" هل جننت؟ إنه إبنك..هل تتخلى عنه بهذه
السهولة..تحمل مسؤولية أفعالك و لا تُسقط نفسك من عيني بفعلة كهذه" أمسك
ياغيز يديها و قال بعجز و قلة حيلة" لكنني لا أريد أطفالا إلا منك أنت..أنا أحبك
أنت..أما هي.." قاطعته" لا ذنب لها هي..أنت جعلتها عشيقتك..تحمل إذا مسؤوليتك
و لا تتخلى عنها و عن ابنك..هيا..اذهب..عد إليهما" وضع ياغيز يده على وجهها و
سأل بحزن" و أنت؟ ماذا ستفعلين؟ و كيف سأبتعد عنك و لا أراك؟ كيف؟ ..لا
تتركيني أرجوك..هزان..لا تتخلي عني..أنا أموت من دونك" عجزت هزان عن منع
دموعها التي انهمرت بشدة على خديها و قالت" أنا..سأعيش مع حزني و ألمي..و
أحاول أن أنساك..لأنك لم تعد لي..لقد خسرتك..دمت سالما ياغيز" و تحركت
مبتعدة عنه فيما انهار هو واقعا على الأرض و أخذ يبكي بحرقة..مشت هزان بيأس
و حزن ..تجر ساقيها جرا..بعد لحظات..توقفت سيارة بجانبها و أطل كمال برأسه
منها و قال" هزان..ماذا تفعلين هنا؟ أين سيارتك؟" رفعت هزان رأسها إليه و
قالت" كمال..لا تسألني عن شيء..خذني إلى المنزل" نزل كمال من
السيارة..أمسكها من يدها و أركبها بجانبه و انطلق بالسيارة إلى المنزل..نظرت
هزان عبر النافذة و هي ترى كل شيء أمامها ضبابيا و غير واضح بسبب دموعها
التي أبت أن تتوقف..راقبها كمال في صمت..لم يرد أن يزعجها بأسئلته..و ما إن
وصلا إلى المنزل حتى فتحت هزان الباب و نزلت و هي تقول دون أن تلتفت إليه"
شكرا لك كمال..تصبح على خير " لوح لها كمال بيده و قال"ليلة سعيدة هزان" و ابتعد
بسيارته..في قصره..وقف ياغيز أمام رؤيا و قال" غدا ستذهبين معي إلى
الطبيب..سأتأكد أولا من حملك ثم سأجري تحليل حمض نووي لكي أتأكد أن
الجنين مني" ضحكت رؤيا و قالت" تمام..أنا جاهزة لكل الفحوصات التي تريدها"
مرت من أمامه فأمسكها من يدها بشدة منشبا أظافره في لحمها و سأل" هل حقا
تريدين أن تصبحي أما؟ أم أنك تريدين ابتزازي بحملك فقط؟" التفتت إليه و قالت"
في السابق لم أكن أريد أن أكون أما..أما الآن..و خاصة أن الجنين منك أنت..فأنا
أريد ذلك و بشدة" و أبعدت يده عنها و دخلت إلى غرفتها..أما ياغيز فجلس على
..كرسيه الهزاز واضعا رأسه بين يديه و هو يفكر في الورطة التي أوقع نفسه فيها..

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن