بعد ذلك اليوم..صارت هزان تظهر أمام الجميع مع ياغيز..يدا بيد ..و أعلنا حبهما و
علاقتهما أمام الجميع..و قام ياغيز بطرد رؤيا شر طردة بعد أن اكتشف كذبها و
خداعها..فذهبت إلى شريكها في المؤامرة الحقيرة و أخبرته بما حصل..قالت"
كمال..لقد انكشفت كذبتي ..و قام ياغيز بطردي ..و الآن..هو و هزان معا و
سيتزوجان قريبا" نهض كمال من مكانه و اقترب من رؤيا و صفعها بقوة على
وجهها و هو يقول " غبية..حمقاء..لقد أفسدت كل شيء..كان ذلك الحقير قد صدق
أن الجنين ابنه لولا حماقتك..لقد تسرعت و حاولت إرشاء الطبيب..كنت سأحل أمر
التحليل بنفسي..حمقاء" إمتلأت عينا رؤيا بالدموع و وضعت يدها على خدها
المحمر و قالت" لا تنسى أن هذا الجنين هو ابنك أنت..و أنت من يجب أن يتحمل
مسؤوليته أيها المغتصب الحقير..لقد دمرت حياتي و أردت مني أن أدمر حياة
ياغيز..هذا الطفل ابنك أنت..و إذا لم تعترف به..فأقسم أنني سأخبر هزان بكل
شيء" غضب كمال و شد رؤيا من شعرها و أخذ يضربها بعنف إلى أن وقعت على
الأرض ثم راح يركلها بشدة على بطنها و هو يقول" لن تخبري أحدا بشيء..لن
يبقى هنالك طفل تفضحينني به..يجب أن يموت..سأتخلص منك و منه" توسلت إليه
رؤيا أن يتوقف و أن يرحمها لكنه كان كالثور الهائج و لم يتوقف حتى رأى الدماء
تسيل منها معلنة عن رحيل طفلها قبل أن يرى النور..اتصل كمال بممرضة يعرفها
لكي تأتي إلى منزله و تهتم برؤيا هناك لأنه لم يكن ليخاطر بهروبها منه و ذهابها
إلى ياغيز أو هزان و فضحه أمامهما..فاحتجزها في منزله و أوصى الحراس بأن
يمنعوا خروجها منه..الليلة..في منزل هزان..يقام حفل خطوبتها على ياغيز..كانت
هي ترتدي فستانا بلون ترابي مكشوف الكتفين و ينسدل على جسدها مظهرا
تقاطيعه و صففت شعرها على أحد كتفيها ثم زينت عنقها بالطوق الذي أهداها إياه
ياغيز و استعملت لمساحيقها ألوانا ترابية جميلة..فبدت فاتنة و ساحرة..أما هو
فارتدي بدلة زرقاء اللون و قميصا أبيضا و ربطة عنق زرقاء ..وقف ياغيز بإنتظارها
أمام الباب لكي يخرجا معا إلى المدعوين الذين كانوا في الحديقة..أطلت هزان
فتعلقت نظرات ياغيز بها و لمعت دمعة سعادة في عينيه..اقترب منها و أخذ يدها
في يده و طبع عليها قبلة رقيقة بشفتيه الدافئتين فابتسمت هزان و حاولت
السيطرة على خفقات قلبها المجنونة..همس" أنت رائعة الجمال حياتي..كم أنا
رجل محظوظ" نظرت هزان إليه و قالت" وأنا أيضا إمرأة محظوظة جدا" ..شبكت
يدها في ذراعه و خرجا معا أمام الحضور الذين أخذوا يصفقون بحرارة..نظرات
سوداء حاقدة كانت تتابعهما من ركن مظلم في الحديقة..إنها عيون كمال..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romanceما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...