هم كمال باعتراضه لكن هزان منعته..أمسكت ذراعه و قالت" اتركه يأتي..لنرى
ماذا يريد" ..وقف ياغيز أمامها و قال"مساء الخير جميعا" ثم نظر إليها و قال" من الجيد أنك ولدت هزان..أعلم أنني غير مرحب بي هنا..لكنني أردت أن أتمنى لك عيد ميلاد
سعيد و أعطيك هديتك" قالت بعصبية" لا أريد منك شيئا..شكرا لك" و همت بالإبتعاد
من أمامه لكنه أمسك ذراعها و همس" هزان..لو سمحت..لن أطلب منك لا فرصة
للتبرير و لا للإقتراب منك..لكنني أرجوك أن تتقبلي مني هذه الهدية..لا ترفضي..
خذيها" و مد لها كيسا صغيرا و مغلفا فأخذتهم من يده..ابتسم ابتسامة حزينة و
قال" شكرا لك..أتمنى أن تعجبك الهدية..تصبحين على خير" و ابتعد عنها..ركب
سيارته و غادر..تابعته هزان بعينين حزينتين ثم وضعت الهدية على الطاولة و
جلست..اقترب منها كمال و علق بسخرية" ماذا يريد ذلك المتكبر؟ بأي وجه يأتي
إلى هنا؟" ردت هزان" لقد أتى لكي يعطيني هذه الهدية و يتمنى لي عيد ميلاد
سعيد" جلس بجانبها و قال" لا تجعلي قدومه يفسد مزاجك و يعكر صفوك..كما
ترين..أحباءك كلهم معك..من يحبونك بصدق و يتمنون لك الخير بجانبك..لذا لا
تهتمي للباقين" وضعت هزان يدها على يد كمال و قالت" أعلم ذلك..شكرا
لوجودكم معي..أنتم عائلتي" ابتسم كمال و قال" هزان..كنت أنتظر هذه المناسبة
لكي أفاتحك في كوضوع مهم" سألت بقلق" مالأمر؟ ماهذا الموضوع؟" أجاب و هو
ينظر إليها" هزان..أنا معجب بك و أتمنى أن تمنحيني فرصة لكي أتقرب منك أكثر
و .." قاطعته" كمال..أظن أن الوقت غير مناسب للحديث في هذا الموضوع..هيا
نواصل احتفالنا" ..وقفت هزان و حملت الهدية معها فيما بقي كمال جالسا في
مكانه و الغضب باد عليه..غنوا و رقصوا و تناولوا الحلويات..و فور انتهاء
الحفل..صعدت هزان إلى غرفتها و فتحت هدية ياغيز..وجدت عقدا ذهبيا به شكل
ملاك و في المغلف وجدت صك ملكية الأرض..و معه ورقة كتب عليها" لقد أعدت
لك ماهو ملكك من الأساس..أنت ترينني شيطانا و أنا أراك ملاكا..أتمنى أن
نستطيع أن نجتمع يوما ما..مع حبي" ..حملقت هزان في الورقة التي بين يديها غير
مصدقة ما تراه..لقد أعاد لها الأرض بهذه السهولة..خلصها من ثقل الرهن و
سداده..أثبت لها أنه يملك قلبا طيبا و وجها آخر تحت قناع الشيطان..احتضنت
هزان الاوراق بين يديها و دموعها تسيل على خديها بغزارة..إنها أفضل هدية تتلقاها
على الإطلاق..لقد استطاع إسعادها بعد أن حزنت كثيرا..نبض قلبها بشدة كأنه
يخبرها بأنه كان على حق..وضعت الاوراق على طاولتها و خرجت مسرعة..ركبت
سيارتها و توجهت نحو قصر ياغيز..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romanceما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...