البارت السابع و الأربعين

4K 94 0
                                    

وصلت هزان إلى العين و قد بدأ الظلام يخيم على الدنيا..نزعت ملابسها و بقيت
في الملابس الداخلية التي كانت بيضاء اللون ثم رمت بنفسها بين أحضان المياه
الدافئة..و حاولت أن تسترخي..عقلها مشغول بالتفكير في أيامها القادمة..كيف
ستكون و كيف ستعيش من دون ياغيز..هل ستستطيع التعود على غيابه أو على
رؤيته مع رؤيا؟ صعب جدا..تحبه و تريده لها..لكنها كانت ستحتقره كثيرا لو تخلى
عنها و عن طفلهما القادم..تريده أن يكون شهما و إنسانيا قبل كل شيء..تريده أن
يظهر للجميع ذلك الوجه الذي لم يره غيرها..تريد للجميع أن يعرف أن ياغيز رجل
شهم و يتحمل مسؤولية أفعاله..تريد للجميع أن يعلم لأي سبب أحبته..لأنها بإختصار
رأت الوجه الآخر الذي لم يره غيرها..سمعت صوت صهيل حصان بالقرب
منها..أدارت رأسها لترى ياغيز على صهوة جواده ..يقف بالقرب من العين..ارتعد
جسمها رغم دفء المياه و هي تراه يترجل و يجثو على ركبتيه قريبا من
الحافة..سألت بصوت مرتعش" ياغيز.. ماذا تفعل هنا؟" أجاب" لقد
اشتقت إليك" أغمضت هزان عينيها و قالت" ياغيز..أرجوك..لا تفعل هذا..يجب أن نبتعد عن بعضنا"
مد ياغيز يده و لامس خصلات شعرها المبلل و قال"لا أستطيع..لا أستطيع أن أبتعد
عنك..أنت حياتي هزان" ابتعدت عنه و قالت" ياغيز ..توقف عن ذلك..أنا الآن أضعف
من أي وقت مضى..مجرد سماع صوتك يغريني بالإرتماء بين ذراعيك..اذهب من
هنا لو سمحت" وقف ياغيز و قال" سأذهب رغم أن قلبي يقول لي ابقى..حتى
أنت..كل ما فيك يناديني و يتوسل إلي لكي أبقى..لكن" ثم صمت و لم ينهي
كلامه..رن هاتفه فجأة فقال" مرحبا دكتور..نعم..هل أنت متأكد من
ذلك؟ تمام..شكرا جزيلا لك..نعم..شكرا مرة أخرى..لقد أنقذت حياتي" تعلقت
نظرات هزان به و هي تسمع كلامه و ترى انبساط أسارير وجهه..سألت بنفاذ صبر"
مالأمر؟ ماذا حدث؟ " ابتسم ياغيز و أجاب" لقد أخذت رؤيا اليوم إلى الطبيب و تأكدت من
حملها..لكن الدكتور اتصل بي الآن ليخبرني بأنها حاولت أن ترشوه لكي يغير نتيجة
تحليل الحمض النووي..هذا يعني أن الجنين ليس مني..هزان..لقد انتهى هذا
الكابوس" نظرت إليه هزان و قالت" هل أنت متأكد مما تقول؟" قال" نعم..متأكد..لقد حاولت أن تستغل علاقتي بها لكي تجعلني أربي طفلا ليس من
"صلبي..الحمد لله أن كذبتها انكشفت باكرا"..

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن