..قام المزارعون بإبلاغ الشرطة التي اهتمت بفتح تحقيق في
الحادثة و تشريح الجثتين ثم دفنهما..و بذلك..ينتهي كابوس كمال..الذي دخل حياة
هزان كملاك مساعد و طيب ليظهر فيما بعد وجه آخر له..و هو وجه الشيطان..في
اليوم الموالي..رافق ياغيز هزان إلى أول فحص تجريه منذ أن عرفت أنها
حامل..أمسك يدها و هو يراقب الطبيبة و هي تجري لها الفحوصات..رأيا معا تلك
النطفة الصغيرة التي بدأت تتكون في أحشاء هزان..ثم سمعا معا صوت دقات
قلبه..دمعة سخية سالت من عين ياغيز على خده و هو يسمع خفقات طفله
المتتابعة..إحساس غريب..لذيذ..فريد من نوعه..حياة تختبئ داخل حياة
أخرى..نَفس داخل نَفس أخرى..ضغط ياغيز بأصابعه على يد هزان ثم اقترب منها
و قبل جبينها و هو يهمس" شكرا هزان..شكرا لأنك جعلتني أسعد رجل في
العالم..و منحتني هذه اللحظات المميزة و الخاصة جدا..أحبك..بل..أحبكما" ضحكت
هزان و مسحت دموعها التي انهمرت على خديها و هي تقول" شكرا لك
حبيبي..فلولاك لما كنت عشت هذه السعادة الغامرة و لما كنت حققت ما
أتمناه..أن يكون لي طفل من الرجل الذي أحبه أكثر من نفسي" ..عادا معا إلى
القصر بعد أن إشترى ياغيز لهزان المثلجات التي اشتهتها و الفيتامينات التي
وصفتها لها الطبيبة..أعد لها كأس حليب دافئ و أصر عليها لكي تشربه و هو يقول"
عشقي..ألم تسمعي توصيات الطبيبة؟ الحليب ضروري جدا..و إذا اشتهيت شيئا آخر
..فما عليك سوى أن تطلبيه..و أنا سأحضره بسرعة" ضحكت هزان و شربت
الحليب ثم سألت" أليس لديك عمل تهتم به؟ هل ستبقى طوال اليوم بجانبي؟"
اقترب منها ياغيز و أجاب" عملي و شغلي الشاغل هو السهر على راحتك..يجب أن
أحرص على تنفيذ توصيات الطبيبة" ثم صمت قليلا و قال بخبث" أتعلمين..هناك
نصيحة أساسية لا يجب أن نهملها" سألت بسذاجة" و ماهي؟" نزع ياغيز قميصه و
"اقترب منها و هو يهمس" يجب ان..لن أقول ذلك..سأفعله"..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
عاطفيةما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...