في غرفتها..استلقت هزان على سريرها و واصلت بكاءها الصامت..قضت معه و
برفقته يوما لا ينسى..شعرت به قريبا جدا و على طبيعته..غاصت في أعماق
روحه..أخبرها عن نفسه..عن حلمه..عن أكله المفضل..عن هواياته..كان كالكتاب
المفتوح أمامها للمرة الأولى ..اليوم تأكدت من مشاعرها تجاهه..إنها تحبه..و تغار
عليه..ذهبت معه إلى المنزل تمني نفسها بليلة رومانسية معه..لكن نهاية اليوم
المميز كانت مأساوية..تحطمت معها أحلامها و آمالها..ستضطر أن تتحمل رؤيته
معها..مع أم ابنه القادم..ستدفن ألمها داخل أعماقها و تكتوي بنار الغيرة الحارقة
في صمت..ليس من حقها بعد اليوم أن تتأمل بشأنه أو ترسم لنفسها مستقبلا
معه..لكنها متأكدة من أمر واحد فقط..أنها لن تتوقف أبدا عن حبه..فهذا شيء
يفوق طاقتها و مقدرتها..لم تنم هزان إلا ساعة واحدة كانت كلها كوابيس
مزعجة..و مع انبلاج ضوء الصباح..نزعت نفسها من السرير..و استلقت في مياه
المغطس الدافئة..ثم ارتدت سروالا أبيضا و قميصا بنفسجيا و رفعت شعرها إلى
الأعلى و احتذت حذاء رياضيا..ثم ركبت سيارتها و انطلقت بها إلى المدينة لتشتري
بعض الاسمدة و الشتلات..أرادت أن تهرب من الأرض و من المنزل و من كل
شيء..تريد أن تلهي نفسها عن التفكير فيه أو إمكانية رؤيته معها..لكن ما فرت
منه..وجدته في انتظارها..فما ان توقفت في محطة الوقود لكي تملأ البنزين
لسيارتها حتى رأت ياغيز صحبة رؤيا في سيارته متجهين معا إلى المدينة..غصت
هزان بريقها و تبعتهما بعينين حزينتين..ركبت هزان سيارتها و أسرعت نحو المدينة
و اشترت ما يلزمها ثم عادت إلى الارض..غيرت ملابسها و انهمكت مع العمال في
زراعة الشتلات الجديدة و تسميد الأرض..يوم عمل شاق كان من شأنه أن يشغلها
قليلا عن التفكير و ينسيها ذلك الحزن الذي مزق قلبها..جاء كمال إليها و ساعدها
في العمل ثم جلسا معا يشربان الشاي..سألها" هل أنت بخير؟" ابتسمت و أجابت"
نعم..أنا بخير..شكرا على السؤال" وضع كمال يده على كتفها و قال" هزان..أعلم
أن هناك ما يحزنك..و على الأغلب أن للأمر علاقة بياغيز..لن أسألك شيئا..لكنني
أريدك أن تتذكري أنني هنا ..معك دائما" قالت" أعلم ذلك كمال..من الجيد أنك
موجود معي..شكرا لك على كل شيء" ..أنهت هزان عملها و عادت إلى
البيت..وجدت إيجه تدرس في غرفتها و أمينة تحضر العشاء..أعلمتهما أنها ذاهبة
..إلى عين الماء الدافئة لكي تسبح فيها و خرجت
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romanceما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...