البارت الثاني و السبعين

2.7K 71 0
                                    

في منزله..كان كمال جالسا مع مزارع بسيط و فقير يعمل عنده..كان للمسكين
ابنا مريضا يحتاج إلى عملية جراحية باهضة التكاليف فأخبره كمال أنه سيتكفل
بعلاج ابنه و أنه سيجري له العملية في أكبر مشافي اسطنبول..لكن..هناك مقابل
وجب عليه تسديده..مد له كمال سكينا عليها آثار دماء فأخذها منه دون تفكير و
انطبعت بصماته عليها..ابتسم كمال بخبث و قال" سعيد..هذه السكين هي سلاح
استعمل في جريمة قتل..و الآن..صارت بصماتك عليها" ارتعب المزارع و أسقط
السكين أرضا فاقترب منه كمال و ربت على كتفه و هو يقول" سعيد..مقابل علاج
ابنك..يجب أن تعترف أنت بالجريمة و تحمل وزرها..و لا تقلق..عائلتك ستكون
أمانة عندي" صمت الرجل طويلا فقال كمال" اسمع..أنت حر..تستطيع أن
ترفض..لكنك ستخسر ابنك و ستخسر المستقبل الزاهر الذي سأوفره
لعائلتك..ماذا قلت؟" نظر إليه سعيد بعجز و قلة حيلة ثم قال" حسنا سيد كمال
..المهم أن يُشفى ابني و تضمن عائلتي حياة كريمة" ضحك كمال و قال"
أحسنت..اسمع الآن ما يجب أن تقوله..أنت رأيت رؤيا سابقا في أرض ياغيز
إيجمان و في قصره..أردت أن تسرقها لكنها قاومتك فضربتها بشدة و عندما همت
بالصراخ..اضطررت إلى قتلها لكي تسكتها..هل فهمت؟ يجب أن تقول ما أخبرتك
به حرفيا..و ستأخذ معك سلاح الجريمة و تسلم نفسك" هز الرجل رأسه و قال"
فهمت" نظر إليه كمال بطريقة مخيفة و قال" أما إذا قررت أن تتراجع أو تغير
أقوالك..فتأكد أنك ستفقد عائلتك كلها..احذر" قال الرجل" فهمت سيد كمال..سأفعل ما طلبته مني..المهم ألا تؤذي عائلتي" و خرج
مسرعا..فيما بقي كمال واقفا و ابتسامة عريضة ترتسم على ملامحه ثم قال" و
الآن..لقد حان موعد خروجك..يا ياغيز إيجمان..و أتمنى أن تسير خطتي كما
رسمتها..و تسلمني أنت هزان بيديك" ..اعترف سعيد بالجريمة و سلم نفسه و
السكين معه فأقر القاضي المناوب ببراءة ياغيز و أمر بإطلاق سراحه على
الفور..و لم يعلم بذلك سوى ياغيز و المحامي سليم..كانت هزان جالسة في
غرفتها تضع يدها على بطنها و تتحدث مع طفلها القادم..عندما سمعت صوت سليم
يسأل عنها..خرجت إليه مسرعة و سألت" خيرا عمي  سليم ؟ هل كل شيء على
مايرام؟" ابتسم سليم بسعادة و قال" ..تهانينا يا ابنتي..لقد تأكدت براءة
ياغيز و أطلق القاضي سراحه" عانقته هزان و هي تبكي بسعادة ..ثم أسرعت نحو
سيارتها و طارت بها نحو قصر ايجمان..

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن