البارت الخامس و الثمانين

2.8K 76 1
                                    

قاطعته هزان" إن كنت تظن أنك ستتصدق علينا بمالك فأنت مخطئ..مالك لن
يعيد لنا أمنا و لن يعوضنا عما فقدناه..كنت أتمنى أن أجد منك حنانا و حبا تغمرنا
بهما بعد وفاة والدتي..كنت أتمنى أن تعوضنا حقا عن وفاة والدينا..أن تعتني بنا و
أن تضمنا تحت جناحك و ترعانا و تحمينا..لكن لا..غرورك لم يسمح لك بذلك..فمن
نحن..نحن بنات فضيلة التي تحدتك و تحدت أباها لكي تتزوج بالرجل الذي غمرها
بحبه حتى آخر نفس في حياتها..أتعلم كيف ماتت أمي..ماتت و هي تبتسم لأنها بين
أحضان حبيبها الأول و الأخير..ذلك الرجل العصامي الذي بنى نفسه من الصفر و
لم ينقص عليها شيئا..دللها و أحبها و حماها و وفر لها كل ما ترغب به و ما تشتهيه
قبل أن تطلبه منه حتى..لن تفهم ما أقوله..لأنك رجل تهمه الأموال و العقارات و
الأملاك..إن كنت تقصد نصيب أمي من الإرث فأنا أتنازل لك عنه..خذ الأموال التي
تعرضها علينا و عالج بها ابنك المريض..إنه فعلا مريض. و بحاجة إلى علاج حقيقي و
طويل المدى..شكرا سيد دميرهان" طأطأ الرجل رأسه و هو يسمع كلامها
القاسي..و الذي كان فعلا كلاما حقيقيا..فلطالما اهتم اوندر دميرهان بالأموال و
نسي عائلته و ابنه..لم يحبه و لم يعطف عليه..كان يغطي على مشاكله لكي لا
يفضحه بين الناس و يشوه سمعة العائلة الشهيرة..يحاول لفلفة القضايا بالأموال و
يرسل ابنه في كل مرة إلى منطقة جديدة لا يعرفها فيها أحد..اقترب أوندر من
هزان و قال" معك حق يا ابنتي..أنا رجل مغرور ..همي الأول و الأخير هو المال..لقد
قلت الحقيقة التي كنت أهرب منها دائما..حقدت على فضيلة لأنها عاشت بسعادة
لم أذق طعمها يوما على الرغم من الثروة الطائلة التي أملكها..لقد ربتك أمك
جيدا..أنت ابنة ترفع الرأس..هزان..أرجوك يا ابنتي..سامحيني..و أريد منك خدمة
بسيطة..أريد أن أعرف أين هو كمال..يجب أن يتلقى العلاج اللازم" نظرت إليه
هزان و قالت" أنا لا أحقد عليك و لا أغضب منك حتى..أنا عاتبة عليك لأنني تمنيت
أن تكون سندا لي و لأختي بعد وفاة أمنا..لكن..المهم..ابنك عند ياغيز..اذهب و
حاول أن تقنعه بأن يسلمك إياه" شكرها أوندر و خرج مسرعا..

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن