البارت السابع و الستين

2.6K 73 1
                                    

في الصباح..استيقظت هزان لتجد نفسها نائمة في سريرها و إيجه جالسة
بجانبها..أحست بثقل في رأسها عندما رفعته عن الوسادة و فتحت عينيها على
مهل ثم سألت" إيجه..ماذا حدث؟ أين كمال؟" أجابت" لقد أحضرك بعد ساعتين
من خروجكما معا و قد أخبرنا أن النعاس غلبكي..فوضعك في سريرك و ذهب"
وضعت هزان يدها على جبينها و قالت" غريب..لماذا نمت كالميتة هكذا؟ و لم
أستطع رؤية الشاهد الذي أخبرني عنه كمال..اووو..رأسي يؤلمني بشدة" مدت
إيجه لأختها كأسا من عصير الليمون و قالت" اشربي..و ستشعرين بتحسن"
ارتشفت هزان رشفة كبيرة من كأسها ثم بحثت عن هاتفها و وجدته فوق الطاولة
بجانب سريرها..اتصلت بكمال لكنه لم يجب على اتصالها..في السجن..كان ياغيز
جالسا على سريره و عيناه متورمتان لأنه لم ينم طوال الليل..كانت الأفكار
السوداء و الشك يعبثان برأسه..يحاول أن يتناسى كلام أمه القاسي و تلميحاتها
القذرة لكنه لا يقدر على ذلك..يثق بهزان و يحبها جدا..لكنه يخاف من ثقتها العمياء
في كمال..يخشى أن يستغلها و يؤذيها..مجرد تخيل أنها قد تكون معه و أنه قد
يلمسها يفقده صوابه..هو قريب منها و القضبان الحديدية تفصلهما عن بعض..فيما
يكون ذلك الحقير قريبا منها ..يراها و يحدثها..وضع ياغيز رأسه بين يديه و أغمض
عينيه بشدة كأنما ليطرد تلك الأفكار من عقله..فتح الحارس الباب و قال" ياغيز
إيجمان..زيارة" وقف ياغيز و الإبتسامة تعلو وجهه لأنه كان يعتقد أن هزان هي التي
أتت لزيارته..لكنها لم تكن هي..وصل ياغيز إلى الغرفة و دخل..ليعبس وجهه
بسرعة و يظهر الغضب على ملامحه..لقد جاء كمال لزيارته..سأله مباشرة" مالذي
أتى بك إلى هنا؟ أنا لا أريد أن أراك" ابتسم كمال بخبث و قال" ..مؤسف..لقد
ظننت أنك اشتقت إلي و تريد أن تراني..أتعلم..أشفق عليك..فأنت محتجز
هنا..وحيد و حزين..أما أنا ففي الخارج..حر..طليق..ألهو و أمرح كما أشاء" رمقه
ياغيز بنظرات حادة و قال" لماذا أتيت يا هذا؟ ..لست مضطرا أن أستمع إلى
هراءك..هيا..اذهب من هنا" اقترب منه كمال و تمتم" ليس قبل أن ترى ما جئت
لأريك إياه" سأل ياغيز بقلق" و ماهو؟" أخذ كمال هاتفه من جيبه و أراه صورا له
مع هزان في السرير و هما عاريين..حملق ياغيز في الهاتف و شعر أن النار تلتهم
قلبه..افتك ياغيز الهاتف من يد كمال و أخذ يقلب الصور..جسم هزان كان مغطى
بملاءة بيضاء و كتفاها مكشوفان من تحته..يحتضنها كمال بين
ذراعيه..يقبلها..لمعت الدموع في عيني ياغيز و أحس أن قلبه يتمزق..لا يريد أن
يصدق ما يراه..اقترب منه كمال و همس" ألم أقل أن هزان لي..و أنني سأحصل
عليها..جسمها رائع و خاصة تلك الشامة بين نهديها.."..

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن