ترك ياغيز المدعووين في الحديقة و دخل إلى القصر..بحث عن هزان في مختلف
الغرف و الأرجاء لكنه لم يجدها..كان يطرق الأبواب الواحد تلو الآخر إلى أن وصل
إلى غرفة صغيرة منعزلة..حاول فتح الباب إلا أنه كان مغلقا من الداخل..طرق
بعنف قائلا" هزان..حياتي..افتحي الباب..يجب أن نتحدث" أجابته من الداخل"
ياغيز..اذهب من هنا..لا أريد أن أراك..لا يوجد ما نتكلم عنه" جن جنون ياغيز و زاد من حدة طرقاته
على الباب و هو يقول" افتحي..يجب أن نتكلم..اسمحي لي أن أشرح لك..لو سمحت"
قالت بصوت مختنق" ماذا ستشرح لي؟ أنك كذبت علي؟ أن أمك حية ترزق؟
اذهب من هنا..لا أريد أن أراك" فهم ياغيز أنها غاضبة جدا منه و أنها لن تفتح له
الباب..فابتعد قليلا ثم بضربة واحدة من رجله..انفتح الباب و دخل ليجدها جالسة
على كرسي..حملقت فيه و الدموع تملأ عينيها..اقترب منها و جثى على ركبتيه
أمامها..أخذ يديها بين يديه و قبلهما ثم رفع وجهه إليها و قال بصوت مبحوح"
هزان..حياتي..حبيبتي..سامحيني..أنا لم أكذب عليك عندما قلت أن أمي ميتة لأنها
كذلك بالنسبة إلي..منذ أن كان عمري خمسة عشر عاما..منذ أن مات أبي
بسببها..منذ أن رأيتها في السرير صحبة رجل آخر..يوم عيد ميلادي بالذات..كانت
تخون والدي الذي لم يتحمل قلبه المنظر المريع فمات بسكتة قلبية..أمي
ماتت..تلك المرأة لا تعني لي شيئا..تلك المرأة هي الكابوس الأكبر في حياتي..هي
التي صنعت مني شيطانا يكره النساء و يحقد عليهن..هي التي حولتني إلى وحش
لا قلب له..هي التي جعلتني أرى في النساء وسيلة للتسلية فقط..هزان..لقد
فتحت لك قلبي و لم أخفي عنك شيئا..لكنني أردت أن أبعدك عن هذا الجانب
الأسود من حياتي ..أنت الملاك الذي أعادني طفلا صغيرا يفرح بهدية بسيطة ..أنت
من حولتني إلى رجل عاشق يرضى من حبيبته بنظرة أو كلمة أو لمسة..أنت من
تسللت إلى أعماقي و نزعت كل السواد الذي كان فيها..أنت من أعدت النبض
لقلبي المتحجر و أخرجت كل البياض الذي كان مدفونا داخلي..اعذريني لأنني
أخفيت عنك ذلك..لكن صدقي أنني أخبرتك بالحقيقة التي أؤمن بها دون زيادة أو
نقصان..هزان ..أنا أحبك جدا..و أتمنى أن تغفري لي هذا الخطأ" استمعت هزان
إلى كلماته الصادقة التي قالها بقلبه و ليس بلسانه..وضعت يديها حول وجهه و
قالت" ياغيز..أنت من يجب أن يغفر لي..لأنني غضبت منك دون أن أسمعك أو
أسمح لك بالتفسير..لم أكن أعلم أنك تخفي كل هذا الألم في أعماقك..سامحني
حبيبي..أنا آسفة" نظر إليها ياغيز بعينين دامعتين و همس" منذ اليوم ..لن نسمح
"..لشيء أو لأحد بتعكير صفو حياتنا أو إفساد سعادتنا..هيا لننزل.."
![](https://img.wattpad.com/cover/177744687-288-k422174.jpg)
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Roman d'amourما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...