توقفت الموسيقى فابتعدت هزان عن كمال و دخلت إلى الحمام..و ما هي إلا
لحظات حتى فتح ياغيز الباب و دخل عليها..نظرت إليه هزان باستغراب و سألت"
مالذي تفعله هنا؟ هذا حمام النساء" تقدم ياغيز منها و أمسكها من ذراعها بأصابع
انغرزت في لحمها بشدة و قال بعصبية" كيف تسمحين له بلمسك و الإقتراب
منك؟ قولي..كيف؟ " قالت بسذاجة" عفوا..لم أفهم..عم تتحدث؟" قرب ياغيز
وجهه من وجهها حتى صار أنفاسه الحارة تحرق وجنتيها و قال" كمال..كيف
تسمحين له بملامسة ظهرك بتلك الطريقة الوقحة؟" رمقته هزان بنظرات حادة و
سألت" وبأي حق تحاسبني يا هذا؟ هل سأبرر لك لماذا رقصت مع ابن خالي؟
غريب" تمتم" هزان..لا تفقديني صوابي..ليس من حقه أن يلمسك..أنت.." و صمت فجأة
فصاحت به هزان" أنا ماذا؟ هل أنا مرهونة لك مع الأرض ؟ هل تعتقد أن كل الناس
وقحون مثلك؟ كمال انسان طيب و محترم و لا يعاملني بقذارة مثل غيره" كلامها
استفز ياغيز و أثار جنونه فألصقها بالحائط و حاصرها بجسمه و هو يقول" هزان..أنا
أمنعك من الاقتراب من كمال بعد اليوم..هل هذا واضح؟ و إلا رأيت مني ما لم تريه
سابقا" ضحكت هزان بسخرية و سألت" بأي حق تمنعني ياهذا؟ هل نسيت نفسك؟
أنت لا تملكني و لا سلطة لك علي..سأقترب منه و سأكلمه و لن تستطيع أن
تمنعني لأنه لا يحق لك ذلك أصلا..هل فهمت؟" أحاطها ياغيز بيديه و قرب وجهه
من وجهها و همس" هزان..حاولي أن تفهميني..أنا لا أريدك أن تكرهيني..على
العكس..أريدك أن" قاطعته" هل تريدني أن أحبك؟ كيف؟ كيف أستطيع أن أحبك و
أنت تعاملني بقلة احترام؟ كيف أحبك و أنت تحاول أن تسلب مني أرضي و
شرفي؟ كيف.." وضع ياغيز اصبعه على فمها ليسكتها و قال" هزان..أنا أريدك أن
تحبيني..أن تبحثي في أعماق عيني عما أكنه لك من مشاعر..أريدك أن تري وجهي
الحقيقي..أريد أن أكون معك ياغيز الأصلي الذي لا يعرفه أحد غيرك..افتحي قلبك
لي..و اسمحي لي بالاقتراب منك..أرجوك" حملقت هزان فيه غير مصدقة ما
تسمعه منه و ما لامس قلبها من كلمات..عيناها التقتا بعينيه البلوريتين و غرقتا
فيهما..أنفاسه الحارة ألهبت وجهها و جعلت الدماء تغلي في عروقها..شفاه ياغيز
اقتربت من شفاهها ..همس" هزان..ستخبرك شفتاي بما أشعر به تجاهك" و أهوى
بفمه على فمها يقبلها و يطيل تقبيلها..استسلمت له هزان و بادلته قبلاته الرقيقة
..التي سرعان ما تحولت إلى معركة طاحنة بين الشفاه
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Lãng mạnما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...