البارت السابع عشر

4.4K 133 4
                                    

قضت هزان ليلتها تلعن ياغيز و حقارته و تلعن نفسها لأنها تجاوبت و لو بصورة
مؤقتة معه و مع قبلاته..لكنها كانت معذورة لأنها المرة الأولى التي يقبلها رجل
فيها..فطيلة فترة دراستها كانت ترفض إقامة علاقات مع شبان تقربوا منها..كانت
تصر على التركيز على درسها و تخصصها لكي تعود بسرعة إلى أرضها و بجانب
أبويها..قالت تحدث نفسها" لن أسمح له بالإقتراب مني مرة ثانية..لن أضعف أو
أستسلم..سأقاومه بكل ما أوتيت من قوة لكي لا ينجح في إثبات أنه قادر على
الحصول على كل إمرأة رغب فيها..هو رجل حقير تحركه شهوته و رغباته..و أنا
فتاة قوية و ذات كرامة..لن أسمح له بإهانتي أو هزمي..سأستعيد أرضي منه و
سأتخلص منه إلى الأبد" ..ابتسمت بسعادة و أغمضت عينيها محاولة أن تنام..و مع
انبلاج الصبح..استيقظت بحماس..شربت قهوتها و ذهبت إلى الأرض..كانت ترتدي
سروالا أسودا و قميصا ورديا و تلف شعرها بوشاح وردي و تحتذي حذاء اسودا
يصل إلى ركبتيها..انهمكت مع العمال في حصاد القمح و الشعير و وضع الأكياس
في المخزن الخشبي..ابتسمت هزان بسعادة و هي ترى المحصول الوفير الذي
سيمكنها من دفع أجور العمال و تسديد القسط الثاني من قيمة الرهن..اختفت
إبتسامتها عندما لمحت سيارة مرسيدس سوداء اللون تقف بجانب الأرض و ينزل
منها خالها أوندر..اقترب منها و قال دون مقدمات" اسمعي..ابتعدي عن ابني..لن
أسمح لك بإغواءه و إبقاءه هنا إلى جانبك و استغلاله" قالت" سيد أوندر..أنا لا
أستغل ابنك..لم أكن أعلم أصلا أن كمال اشترى أرضا هنا إلا عندما رأيته أمامي..و
صدقني..لو لم يخبرني من هو ..لم أكن لأتعرف عليه..لأن علاقتنا منقطعة" قال"
لن تخدعيني..ما يجب أن تفعليه هو أن تبتعدي عن ابني..و إلا.." قاطعته هزان" و إلا
ماذا؟ هل ستحرمني من ميراث جدي كما حرمت أمي منه..مؤسف حقا..خسارة أن تأتي
لرؤيتي بعد كل تلك السنوات لكي تهددني..لم يخطر ببالك أن تسأل عن أحوال
بنات أختك..أو تعيد علاقتك بهم علك تعوض سنوات الفراق..اطمئن سيد أوندر..لن
أستغل ابنك..لست بحاجة إلى أحد..أمي ربتني جيدا و علمتني أن اعتمد على
نفسي..لا تقلق" لم يقل شيئا و ابتعد عنها..ركب سيارته و ابتعد..بقيت هزان
..تنظر إليه بغضب و تراقب إبتعاده

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن