في الحمام..وقفت هزان أمام المرآة تنظر إلى وجهها الشاحب..وضعت يدها على
قلبها الذي يكاد يغادر صدرها ..لن يتغير ذلك..تأثير حضور ياغيز و رؤيتها له سيبقى
هو ذاته..و لن يتغير أبدا..تتعلق عيناها به ..تتأمل وجهه..تدقق في تفاصيله..تتسارع
أنفاسها..تسحب رائحة عطره الساحر إلى أعماقها..حرارة تعتري جسدها و تغلي
الدماء في عروقها..لا تستطيع أن تنكر حبها له أو أن تكابر..لأن كل ما فيها يفضحها
و يفشي سرها..غاضبة هي منه..مجروحة جدا..لكن ذلك لا يعني أن حبها له قد
انتهى أو إختفى..تعشقه و تشتاق إليه..تريده معها..بقربها..بجانبها..تريد أن يستعيدا
حياتهما السعيدة معا..أن ينعما بحياة كلها حب و فرح..حياة يزينها وجود ابنهما
القادم..ذلك الذي يحتاجها كما يحتاج والده..غسلت هزان يديها و وجهها ثم خرجت
لتجد ياغيز يقف أمام الباب..أرادت أن تتجاوزه و تمر لكنه لم يسمح لها..أحاطها
بيديه فوجدت نفسها محاصرة بين جسده و الحائط..تمتمت" ياغيز..يجب أن أعود
إلى الحفل..إيجه تنتظرني" ابتسم ياغيز و قال" إيجه مشغولة بالرقص مع صديقاتها
اللواتي أتين الآن..أنا من ينتظرك بفارغ صبر..أنا من يتمنى لفتة منك..أنا من قتله
الشوق إليك..أنا النادم المتأسف على أخطاءه..و الذي يطمع أن تسامحيه..أرجوك
هزان..اغفري لي..أقسم أنني لم أكن واعيا بما أفعله..جرحي القديم عاد للظهور
أمام عيني..لم يبقى لدي عقل يستوعب أو يدرك..جن جنوني و فقدت
صوابي..ضعي نفسك في مكاني..و ستتفهمين ما مررت به" نظرت إليه هزان و قد
تجمعت الدموع في عينيها و قالت بصوت مبحوح" لقد جرحتني كثيرا..كل كلمة
قلتها لي تتردد في أذني..كل نظرة قاسية رمقتني بها..كل لمسة كره لمستني
إياها..لقد .." وضع ياغيز إصبعه على شفتيها ليسكتها و قال" يكفي..هذا يكفي
أرجوك..لا تجعليني أكره نفسي أكثر من ذلك..لننسى..اسمحي لنا أن ننسى و
نتجاوز ما حدث و نفتح صفحة جديدة في حياتنا معا..أرجوك" مرر ياغيز أصابعه
على شفتيها ثم قرب وجهه من وجهها و همس " لقد اشتقت إليك..كثيرا..جدا"..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romantikما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...