رمى ياغيز الهاتف على الأرض ثم اقترب من كمال و خنقه بيد واحدة ثم راح
يضربه بيده الطليقة الأخرى و يركله برجله و هو يقول" حقير..نذل..سافل..كيف
تجرؤ على لمس زوجتي؟ كيف؟ سأقتلك يا هذا..سأقتلك" ..احتنق وجه كمال و
صار يتنفس بصعوبة و سالت الدماء غزيرة من أنفه و فمه ..واصل ياغيز خنقه و
ضربه ..و لولا تدخل الحراس و ابعاده عنه لكان مات بين يديه..أخذ الحراس ياغيز
إلى الزنزانة الفردية و أغلقوا عليه هناك..كان كالمجنون ..يصيح بأعلى صوته"
لاااااا..لااااا" ضرب السرير الحديدي بساقه و قلبه و أخذ يلكم الحائط بيديه إلى
أن تورمت و صار لونها أزرقا..مزق القميص الذي يرتديه و هو يحاول أن يطفئ
تلك النار التي تلتهم كل قطعه من جسمه..وضع رأسه تحت الحنفية ثم انهار على
الأرض و أخذ يبكي و يشهق بصوت عالي..عقله لا يستوعب كيف استطاعت هزان
أن تخونه..كيف سمحت لرجل آخر بأن يلمسها..كانت تعلم أن الخيانة هي كابوس
حياته الذي يؤرقه و يوجع روحه..و مع ذلك خانته..يغمض عينيه فتلوح صورها مع
كمال أمامه..في أذنيه تتردد أصوات كمال و أمه و يفقدانه صوابه..صار يتحدث
لوحده بصوت عالي..يسأل..لا يجد إجابة..يصيح..يتردد صدى صوته في
الارجاء..ينادي هزان..لكنها لا تجيبه..تعب من كل شيء..فارتمى بجسده على
الأرضية و هو ينظر إلى السواد الذي أحاط به من كل جانب..؛فلاش باك* عندما
أعطى كمال قارورة الماء لهزان ..كان قد وضع لها المنوم فيها..فغلبها النعاس و
نامت ..أخذها إلى منزله..نزع عنها قميصها و لم يترك عليها سوى حمالة صدرها و
بقية ملابسها..مددها على السرير و نزع ملابسه و استلقى بجانبها و أخذ يلتقط
الصور..لم يعاشرها أو يعتدي عليها..كان يريد أن يحصل عليها و هي في كامل
وعيها..يعلم أن خطته ستنجح في التفريق بينها و بين ياغيز..و أراد أن يحافظ على
ثقتها به لكي تلتجئ إليه عندما يطردها ياغيز من حياته..و عندها..ستكون له
بإرادتها..هذا ما كان كمال يريده و ما يخطط له..ثم ألبسها قميصها و حملها إلى
السيارة و أعادها إلى منزلها* ..كانت هزان جالسة مع إيجه..عندما دخل كمال
عليهما..وقفت هزان و أسرعت نحوه عندما رأت وجهه المتورم و آثار أصابع حول
عنقه و يمشي بصعوبة..سألت" ماذا حدث لك كمال؟ من فعل بك هذا؟" قال
بحزن" إنه ياغيز..لقد حاول قتلي" ساعدته هزان على الجلوس و قالت" لماذا؟"
أجاب" لقد زرته في السجن و أردت أن أطمئن عليه و أخبرته أننا نتعاون معا لكي
نثبت برائته. فجن جنونه و صار يطلب مني أن أبتعد عنك و ضربني ثم حاول
قتلي..انظري..هذه آثار أصابعه..لقد فقد ياغيز صوابه..أخاف عليه من طول البقاء
في السجن..قد يؤثر ذلك على عقله"..
![](https://img.wattpad.com/cover/177744687-288-k422174.jpg)
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romantizmما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...