البارت الحادي و السبعين

2.6K 73 2
                                    

تفحصها ياغيز بنظرات وقحة و قذرة كأنه كان يعريها و يزيح عنها ملابسها و قال
ببرود" أيعقل ألا أشتاق إليك؟ مستحيل..لو كنا في مكان آخر لكنت عبرت لك عن
اشتياقي بطريقة مناسبة" جمدت هزان في مكانها و اقشعر جسدها من الطريقة
القذرة التي كان ينظر بها إليها و من نبرة صوته المخيفة..حاولت أن تحافظ على
هدوءها و قالت" ياغيز..حبيبي..لا تسمح للسجن بأن يعيد ذلك السواد الذي تخلصت
منه..أعلم أن الأجواء هنا ملوثة و قذرة لكنك لا تشبه هؤلاء المجرمين..أنت حبيبي
و زوجي..و ستخرج من هنا قريبا..أنا متأكدة من ذلك" ضحك ياغيز بصوت عالي و
سأل " حقا؟ هل أنا كذلك؟ حبيبك؟ و زوجك؟ لقد اندهشت حقا..ألم يأتي عزيزك
كمال معك؟" أجابت" لا..لم يأتي معي..و لم ألتقي به منذ ذلك اليوم الذي ضربته
فيه و كدت تقتله" أمسك ياغيز يدها و ضغط على أصابعها حتى كاد يحطمها و
سأل" هل حزنت لأجله؟ هل عالجت جروجه؟ قولي..أجيبي" انتشلت هزان يدها
منه بعنف و صاحت به" ياغيز..كف عن هذا..أخبرتك سابقا أن كمال.." قاطعها"
اخرسي..واذهبي من هنا..و إياك أن تأتي مرة أخرى" وقفت هزان و قالت" يبدو أن
غيرتك قد أعمتك و أفقدتك صوابك..كمال يحاول أن يساعدك و أنت" وقف ياغيز و
ألصقها إلى الحائط و قرب وجهه من وجهها و قال" يحاول أن يساعدني..أليس
كذلك؟ لقد أراني مساعدته لي بأم عيني..لن أنسى ذلك أبدا..و سأحاسبكما على
المساعدة الرائعة التي قدمتماها لي" حملقت هزان فيه و هي لا تفهم ما
قاله..همت بسؤاله لكن فمه الذي أهوى على فمها منعها من الكلام..كان يقبلها
بطريقة عنيفة..كأنه يريد أن يعاقبها على ذنب لا تعرف ما هو..يكاد فمها يتحطم
تحت ضغط شفتيه و قبلاته العنيفة..شفتاه تلتهمان شفتيها و تمتصهما دون
توقف..أحاطت هزان عنقه بيديها و راحت تبادله قبلاته..أنزل يديها و أبعدهما عنه
ثم أخذ يعضعض شفتيها إلى أن كاد يدميهما..لم تفهم هزان ما أصابه و لا لماذا
يعاملها بهذه الطريقة القاسية..و مثلما اقترب منها بسرعة و دون مقدمات..ابتعد
عنها بنفس الطريقة و طرق على الباب ففتح الحارس و أعاده إلى زنزانته..فيما
بقيت هزان متكئة على الحائط تحاول السيطرة على أنفاسها المتسارعة و نبضات
قلبها المجنونة..لامست يدها جيبها فتذكرت أنها لم تخبر ياغيز بحملها..ثم تذكرت
كيف عاملها و الطريقة التي كان ينظر بها إليها ففهمت أنه من الجيد أنها لم
تخبره..و قررت أن تنتظر إلى حين خروجه من السجن لكي تزف له البشرى
السارة..

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن