البارت الرابع و الثمانين

2.8K 74 6
                                    

في المخزن..قيد ياغيز كمال على كرسي و أخذ سطلا من الماء البارد و ألقاه عليه
لكي يستفيق..شهق كمال بقوة و حاول أن يتحرك لكنه كان مقيدا..فتح عينين
متورمتين و سأل" ياغيز..لماذا لم تسلمني إلى الشرطة؟" ضحك ياغيز و أجاب"
لأنني واثق أنك ستستعين بملفك الطبي لكي تثبت أنك مريض نفسي و تنجو من
السجن و يتم وضعك في مصح نفسي ستهرب منه عاجلا أم آجلا..لا..لن أسمح لك
بذلك..سآخذ حقي منك بيدي هاتين..ثم سأترك لك حرية اختيار مصيرك بعد ذلك"
نظر إليه كمال و قال" و ماذا تنوي أن تفعل بي؟ هل ستحتجزني هنا؟" هز ياغيز
رأسه و قال" نعم..ستكون ضيفي لمدة طويلة..أفعل بك ما أشاء..ما رأيك؟" ارتعد
كمال و قال بصوت مرتعش" لا..لا تتركني هنا..سلمني للشرطة..لا بد أنهم
يبحثون عني" قال ياغيز" لقد توقفوا عن البحث عنك منذ أن أخبرتهم بأنك هربت
على متن مركب..لا أحد سيسأل عنك أبدا..لم تترك لنفسك صديقا أو محبا..و
الآن..ابقى هنا في هذا المكان العفن مثلك" صاح كمال" ياغيز..أرجوك..لا تتركني
هنا..أنا أخاف الظلام..أرجوك..فك قيودي و أخرجني من هنا" لكن ياغيز لم يهتم
بصراخه و خرج و أغلق الباب خلفه..في منزلها..أخذت هزان حماما دافئا و ارتدت
ملابسها و استلقت على سريرها..عقلها لا يستوعب ما حصل معها..كابوس مريع و
مرعب..سرق منها تلك السعادة الغامرة التي كانت تعيشها..نغص عليها عيشها و
قضى على الحياة الجميلة التي كانت قد بدأت تعيشها مع ياغيز..دموع سخية
سالت على خدها و هي تتذكر كلمات ياغيز و تصرفاته القاسية و المهينة..لقد
جرحها كثيرا و آلم روحها..و لن يكون من السهل عليها أن تغفر له..رغم الحب
العميق الذي تكنه له..شربت هزان كأس حليب دافئ جهزته لها أمينة و أغمضت
عينيها و حاولت أن تنام..في اليوم الموالي ..استيقظت متأخرة بعد ليلة طويلة من
الكوابيس و الأحلام المزعجة..نزلت إلى الأسفل لتجد إيجه جالسة مع أوندر
دميرهان..خالهما..نظرت إليه هزان و قالت بحدة" ماذا تفعل هنا؟ لماذا أتيت؟"
وقف الرجل و أجاب" جئت لكي أطلب منكما المغفرة على كل أذى تعرضتما له
بسببي و بسبب ابني..أنا آسف يا ابنتي" ابتسمت هزان بسخرية و قالت" لقد أتعبت
نفسك سيد أوندر..لقد قام ابنك بالواجب و أكثر..لا داعي لهذه التمثيلية ..لو كنت
تريد طلب المغفرة لكنت طلبتها من أمي قبل أن يأخذها المرض و يقضي
عليها..تبرأت منها و ظلمتها و حرمتها من حقها في الميراث..و لم يكفك ذلك..بل
واصلت تسلطك و قسوتك مع أبي و معنا..لم يستيقظ ضميرك إلا بعد فوات الأوان
" نظر إليها خالها بحزن و قال" ابنتي..أنا آسف..سأحرص على أن أعوضكما بمال يعادل ما حرمت أمكما منه "..

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن