البارت الرابع و العشرين

4.3K 133 1
                                    

تمازجت الشفاه و تهدجت الأنفاس و تسارعت دقات القلوب و التصقت
الأجساد..يد ياغيز التفت حول رقبة هزان و قربتها منه أكثر أما يدها هي فتمسكت
بكتفه لكي لا تقع..صارت تشعر أنها تطير و أن قدماها لا تلامسان الأرض..اشتعلت
نيران الرغبة في جسد ياغيز و صار يخشى أن يفقد السيطرة على نفسه و أن
يخيفها منه فسحب نفسه من عناقهما و أبعد فمه عن فمها و هو يقول " لقد تأخر
الوقت..يجب أن أذهب..تصبحين على خير " و قبل أن يتحرك مبتعدا من أمامها أمسكت
هزان يده و قالت" شكرا لك..قبل قدومك كنت أشعر أنني وحيدة جدا و ضعيفة و
عاجزة..لكن بعد أن أتيت..صرت..المهم..شكرا لك مرة أخرى..لقد أعدت لي
قطعة كدت أفقدها من قلبي و ذاكرتي" و وقفت على أطراف أصابع قدميها و
طبعت على خده قبلة رقيقة..أغمض ياغيز عينيه و هو يغالب نفسه لكي لا يسحبها
ثانية بين ذراعيه..لمسة شفتيها الخفيفة على خده جعلت الدماء تغلي في عروقه و
أنفاسه تضطرب..فابتعد مسرعا و غادر..بقيت هزان في مكانها تستعيد في خيالها
ما حدث منذ قليل..لقد تبادلا قبلة دافئة كلها مشاعر و أحاسيس..قبلة قربتهما من
بعض و أحيت في قلب هزان مشاعر جديدة لم تعرفها من قبل..للمرة
الأولى..يسعدها اقترابه منها و تقترب هي منه دون خوف أو تردد..مجرد تفكيره
فيها و في سعادتها جعلها تنظر إليه بعين أخرى..استيقظ عقلها فجأة محذرا إياها
من خطورة استسلامها لمشاعرها و انجرافها وراء قلبها و نيتها الطيبة..ففي النهاية
هذا هو الرجل الذي كانت تناديه منذ أيام فقط بالشيطان..لكن..حدثت نفسها بأنها
..ربما بدأت بإكتشاف وجه آخر له..هو الوجه الآخر للشيطان..

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن