في غرفتها..ارتدت هزان قميص نومها و تمددت على السرير و هي تحاول
السيطرة على أعصابها..إنه رجل وقح و مستفز..و يفتقر إلى كثير من
التهذيب..يعامل النساء كأنهن جاريات لديه..متى طلبهن لا يجب أن يتأخرن أو
يرفضن..طردت هزان صورته من تفكيرها و استسلمت للنوم..فيما كان هو جالسا
على مقعد هزاز في غرفته و في يده كأس من النبيذ..وجه هزان لا يفارق
خياله..يريدها..يرغب بها..قادرة على اشعال النيران فيه دون كثير من
الجهد..تستفزه..تغضبه..تتحداه..كل ما فيها مميز و مختلف..لم يسبق لإمرأة أن
وقفت في وجهه..و هذا ما زاد من رغبته في الحصول عليها..ارتشف رشفة من
شرابه ثم قال و هو يبتسم" سأحصل عليك يا هزان شامكران..سأفعل كل ما يلزم
لذلك..و ستكونين لي في النهاية" ...في الغد..أخذت هزان تجمع علب مربى التين
الذي أعدته صحبة أمينة و تضعها في السيارة لكي تبيعها لتاجر تعودت أن تتعامل
معه في المدينة..قادت سيارتها و انطلقت..في الطريق..استوقفها شاب أسمر
طويل يركب حصانه..توقفت فترجل و اقترب منها و قال" مرحبا هزان" نظرت إليه
باستغراب و قالت" باردون..هل أعرفك؟" ابتسم الشاب( انجين اكويورك) و قال"
معك حق لكي لا تتعرفي علي..أنا كمال دميرهان..ابن خالك" تغيرت ملامح هزان و
عبست للحظات ثم قالت دون حماس" أهلا كمال" صافحها و هو يقول" أعلم أننا
لم نلتقي منذ سنوات طويلة و السبب ذلك الخلاف العائلي بين أبي و أمك..أعلم
أنك لا تريدين أية علاقة تربطك بنا لكنني أرغب أن أساعدك و أكون قريبا
منك..بالمناسبة..لقد اشتريت الأرض الغربية و سكنت في ذلك المنزل خلف التلة"
سحبت هزان يدها من يده و قالت" ليكن خيرا..اسمع كمال..لن أحاسبك على
أخطاء أبيك كما أنني لا أريد مساعدتك..لكن ذلك لا يمنع من أن نكون أصدقاء"
ابتسم كمال و قال" جميل..هذا ما أريده" و هما منهمكين في الحديث..مر ياغيز
بجانبهما ممتطيا حصانه الأسود و بقي ينظر إليهما بفضول..ثم رفع يده و حياها
بصوت عال قائلا" مرحبا هزان هانم" هزت برأسها دون أن تجيبه و التفتت إلى
كمال و قالت" عن إذنك..أنا ذاهبة إلى المدينة..إلى اللقاء" قال" إلى اللقاء هزان" و
تابعها بعينيه و هي تبتعد بسيارتها..باعت هزان كل علب المربى و جمعت مبلغا هاما
مكنها من تسديد فاتورة الماء و إعادته إلى المنزل و الأرض..توقفت للحظات أمام
متجر للملابس..تأملت بعينين متفحصتين فستانا أزرق اللون جميلا جدا..تنهدت
بعمق لأنها لم تكن قادرة على تسديد ثمنه الباهظ ثم ركبت سيارتها و انطلقت
..عائدة إلى المنزل..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romansaما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...