في منزل خشبي في أطراف مدينة ..كان كمال يقيد هزان على كرسي و يغلق
فمها بشريط لاصق..تحركت هزان و فتحت عينيها على مهل فارتعدت فرائصها
عندما رأت كمال يقف أمامها..غمغمت بكلمات غير مفهومة فاقترب منها كمال و
نزع الشريط اللاصق عن فمها فصاحت" هااااي..هل يسمعني أحد؟...النجدة...انقذوني" ضحك كمال
و قال" اصرخي قدر ما تريدين..لن يسمعك أحد" ثم جثى أمامها على ركبتيه و
لامس وجهها و هو يقول" هزان..لا تخافي مني..أنا لن أؤذيك..أنا أحبك..و أريدك أن
تكوني لي..أريدك أن تحبيني" هزت هزان رأسها و قالت" مستحيل..أنت تعلم أنني
أحب ياغيز..و لن أكون لغيره..توقف عن هذا الجنون و أعدني إلى منزلي قبل أن
تتأزم الأمور" وقف و قال" كلا..لن أعيدك إليه..إنه لا يستحقك..هو لا يحبك..أنا
الوحيد الذي أحبك و أعرف قيمتك..انظري..هذه أوراق الطلاق..وقعي عليها..و
لنسافر معا و نتزوج" حملقت هزان في كمال و تمتمت" أنت مريض نفسي..يجب
أن تتعالج" جن جنون كمال و ضرب الطاولة التي كانت أمامه فحطمها و أخذ
يصيح" أنا لست مجنونا..لست مجنونا..لن أسمح لهم بصعقي بالكهرباء ..لن أسمح
لهم بإحتجازي في مصح عقلي..أنا بخير..عقلي سليم" ثم اقترب من هزان ثانية و
قال" أنت لي..و لن أسمح لياغيز بأخذك مني..لن يستطيع أن يجدنا..لذلك اقبلي
برضاك و عديني بأن تكوني لي..و أعدك ..أنني لن أؤذيك" صاحت هزان بوجهه"
كمال..فك قيودي و توقف عن هذا الهراء الذي تقوله" هم بإجابتها عندما رن هاتفه
فقال" الو نعم بابا..ماذا..هل أنت متأكد..لا ..لن أخبرك بمكاني..فليبحثوا عني..لن
يجدوني" ثم أغلق الهاتف و وضعه جانبا..قالت هزان" أرأيت..لقد حذرتك من
عواقب أفعالك..ستصل الشرطة إليك و ستقضي بقية حياتك في السجن أو في
المصح العقلي..أنت.." أعاد كمال وضع اللاصقة على فمها لكي يمنعها من مواصلة
كلامها و أخذ يذرع الغرفة جيئة و ذهابا يفكر في طريقة يهرب بها مع هزان دون أن
تصل إليه الشرطة..التجأ ياغيز إلى الشرطة و قدم لهم كل المعلومات التي توصل
إليها و تسجيلات الكاميرات التي وجدها في بيت كمال فصدرت بحقه مذكرة تفتيش
فورية و تم تعميم صورته على كل الحدود البرية و الجوية و البحرية لكي يمنعوا
مغادرته للبلاد..كما أخبرهم ياغيز بأنه اختطف هزان و طلب منهم تحديد مكانه
بمتابعة إشارة هاتفه ..و استطاع المحامي سليم أن يقنع سعيد بتغيير أقواله و
الإعتراف بأن كمال هو الذي جعله يعترف بجريمة قتل رؤيا مستغلا مرض ابنه
الصغير..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Roman d'amourما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...
