..سددت أجور العمال و خبأت الباقي لكي تسدد قيمة القسط لياغيز..حبست هزان نفسها في غرفتها و بكت بمرارة..للمرة الأولى تشعر أنها عاجزة..و
ضعيفة..أمام الحمل الثقيل الذي تركه لها والداها..تضطر أن تتخلى عن أشياء
غالية على قلبها لكي تحتفظ بما هو أغلى..طرقت أمينة بابها و قالت" هزان..لقد
جاء كمال..يريد أن يقابلك" قالت"قادمة" و عدلت من هيأتها و مسحت دموعها
و خرجت إليه..وقف عندما رآها و قال" مرحبا هزان..كيف حالك؟" قالت" أحاول أن
أكون بخير ..شكرا لك..تفضل بالجلوس" جلس و جلست قبالته فقال" هزان..أنا
أريد أن أساعدك..محصول الأرض التي اشتريتها وفير و أنا لست بحاجة إليه..خذيه
و بيعيه و سددي قيمة القسط" نظرت إليه هزان نظرات كلها إمتنان و قالت"
شكرا لك من كل قلبي..لكنني لن أقبل بذلك" سأل" لماذا؟ " أجابت" لأنني لا أريد
أن أكون سببا في خلاف بينك و بين والدك" قال" و ما دخل والدي بذلك؟" قالت"
كمال..أنت تعلم أنه لا يريدك أن تكون على علاقة معنا..لقد قال ذلك بوضوح" وقف
كمال و سأل بعصبية" ماذا؟ هل أتى أبي إلى هنا؟ متى كان ذلك؟" قالت" منذ
يومين..لقد كان واضحا و صريحا معي..لا يريدني أن أقترب منك أو أقبل مساعدتك
..و أنا تقبلت ذلك..فهو أبوك و .." قاطعها كمال" لا..ليس له الحق أن يقرر لي
حياتي..أنا أريد أن أكون قريبا منك و أن أساعدك..لن أسمح له بالتدخل بيننا" و
..خرج مسرعا دون أن يهتم بنداءات هزان المتواصلة لكي تستوقفه

أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romanceما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...