الوجه الآخر للشيطان

البارت السادس و الخمسين

جمدت هزان في مكانها و حملقت في المرأة باستغراب..ما تعرفه و ما أخبرها به
ياغيز هو أن أمه ميتة..فلماذا فعل ذلك و لماذا أخفى وجود أمه على قيد الحياة
عنها؟ ..أزعج ذلك هزان كثيرا لأنها ظنت أن ياغيز لم يخفي عنها شيئا و أنه كان
بمثابة كتاب مفتوح أمامها لكن ظنها كان خاطئا..فهاهو يخفي عنها سرا لا تعلم
حتى السبب وراء إخفاءه له..ابتعدت هزان عن المرأة و أسرعت نحو القصر و
دخلت إلى غرفتها و أغلقت الباب..نظر ياغيز إلى أمه بغضب و قال" ماذا تريدين يا
هذه؟ هل تريدين أن تدمري حياتي كما دمرت حياة أبي؟ هيا ارحلي من هنا..لا
مكان لك بيننا..هيا..اذهبي" ضحكت المرأة بصوت عال و قالت" لم آت لكي
أذهب..لقد اشتريت الأرض المجاورة و القصر الذي فيها..يعني أنني سأكون قريبة
منك دائما..يجب أن تعتاد على هذا الوضع من هنا و صاعدا" مرر ياغيز أصابعه خلال
شعره و تأفف بضيق و هو يقول" لا..لن تفعلي هذا..يجب أن تذهبي من هنا..مستحيل أن أتقبل وجودك..أنت
الكابوس الذي لاحقني طيلة سنوات و الذي دمر حياتي و حولني إلى شخص لا
يشبهني..اسمعي..خذي ما تريدين و افعلي ما يحلو لك..لكن..ابقي بعيدة عني و
عن زوجتي..لن أسمح لك بتدمير حياتي..هيا..ارحلي" قالت" تمام..سأذهب..بلغ
سلامي إلى زوجتك الجميلة..و أخبرها أنني سأزورها قريبا" سحبها ياغيز بعنف من
يدها إلى أن وصلا إاى المدخل فأخرجها من الباب و أغلقه وراءها..بقي ياغيز واقفا
للحظات في مكانه و هو يفكر في هذه المصيبة التي حلت على رأسه..فمن جهة
جاءت أمه و هي أكبر كوابيس حياته..و من جهة..غضبت هزان لأنه أخفى عنها
..وجود أمه بل وكذب عليها قائلا بأنها ميتة..