البارت الرابع و الخمسين

4.7K 89 0
                                    

بعد أسبوع من التحضيرات و التجهيزات..جاء اليوم الكبير..يوم الزفاف..غص قصر
الإيجمان بالمدعوين..و زينت الأركان بشرائط و بالونات ملونة..و في
الحديقة..وضعت طاولة بيضاء بكراسي طويلة حولها و عليها باقة ورد ضخمة بلون
وردي و بنفسجي..و أمامها..صفان من الكراسي لكي يجلس عليها الحضور الذي
سيشهد عقد القران..في غرفتها..كانت هزان تنظر إلى نفسها في المرآة بعد
ساعة من التجهز على يد كوافير خاص وفره لها ياغيز..تأملت هزان الفستان
الأبيض الجميل الذي طلب ياغيز من مصمم فرنسي شهير أن يصممه خصيصا
لها..فستان دون أكمام..بكتفين مكشوفين..زين صدره بفراشات صغيرة فضية
اللون و ينسدل على جسدها طويلا ..يغلق بخيوط متشابكة من الخلف و تنتهي
بربطة على شكل فراشة كبيرة يمتد منها الذيل المرتخي على الأرض..جمعت
شعرها كله و لم تترك سوى خصلتين خفيفتين على جانبي وجهها و على رأسها
وضعت تاجا فضيا صغيرا و طرحة بيضاء ..قالت إيجه و هي تتأمل أختها" أختاه..أنت
جميلة جدا" عانقت هزان أختها بشدة و قالت" أيتها الصغيرة..و أنت أيضا رائعة" سمعتا
طرقات على الباب فابتسمت إيجه و هي ترى حمرة الخجل تعتلي وجه أختها و
علقت ساخرة" يبدو أن صبر العريس قد نفذ" و أسرعت نحو الباب تفتحه..دخل
ياغيز يرتدي بدلة سموكينغ سوداء و قميصا أبيضا و ربطة عنق سوداء..وقف في
مكانه للحظات و عيناه تتفحصان هزان..هربت هي بعينيها من عينيه فقال"
هزان..كم أنت جميلة! تبدين كالملاك في هذا الفستان الأبيض" ثم اقترب منها و
مرر أصابعه على عنقها الطويل و همس" هناك شيء واحد ناقص" سألت بقلق"
ماهو؟" أخرج ياغيز علبة من جيبه بها عقد ألماسي رائع و ألبسها إياه..نظرت هزان
إلى العقد في المرآة و تحسسته بأصابعها و هي تقول" واااو..إنه رائع..شكرا لك
حبيبي" ابتسم ياغيز بخبث و قال" لن أكتفي بكلمة الشكر الجافة هذه..سأحرص
فيما بعد على جعلك تشكرينني بطريقة ملائمة" خجلت هزان فضحك و أمسك يدها
و قال" المدعوون في انتظارنا يا عروستي الخجولة" و خرجا معا إلى
الحديقة..هناك..كان كمال يقف بعيدا..راقب نزولهما بعيون حاقدة ثم تمتم" جهز
"نفسك سيد ياغيز..لقد جهزت لك هدية عرس مرعبة.."..

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن