في المساء..أوصلت هزان أختها إيجه إلى منزل صديقتها سيلين لكي يدرسا سوية
و تبيت عندها ثم عادت إلى المنزل..وجدت نفسها لوحدها..فالعم بهجت و زوجته
أمينة ذهبا لحضور عرس قريبتهم..قامت بتسخين العشاء و حاولت أن تأكل..تناولت
القليل من الطعام ثم غسلت الأواني و جهزت لنفسها كأسا من الشاي الأخضر و
جلست أمام التلفاز..شاهدت فيلما مضحكا و ارتفع صوت ضحكاتها في
المنزل..للمرة الأولى منذ زمن تضحك من كل قلبها..و سرعان ما انقلب ضحكها
إلى بكاء..عندما تذكرت أمها و أباها..و سعادة عائلتها عندما كانت مجتمعة..و حب
والديها يلفها هي و أختها..و لا يسمح للبرد بالنيل من أجسادهما الصغيرة..يغمرانهما
بالعطف و الحنان و الإهتمام..و يحميانهما من كل مكروه أو أذى..و كما ارتفع
صوت ضحكها..ارتفع صوت بكاءها..لم تنتبه إلى صوت الخطوات التي اقتربت منها
..لكن اليد التي وضعت على كتفها نبهتها من غفلتها..فرفعت رأسها لتجد ياغيز يقف
بجانبها..وقفت و قالت و هي تمسح دموعها" أنت؟ ماذا تفعل هنا؟" ابتسم و مرر
أصابعه على وجهها لكي يمسح دموعها التي لم يعد قادرا على تحملها ثم قال"
أردت أن أطمئن عليك..هل أنت لوحدك في المنزل؟" نظرت إليه هزان بحدة و
أجابت" نعم..أنا لوحدي..احذر أن.." وضع ياغيز اصبعه على شفتيها لكي يمنعها
من المواصلة و قال" شششش..لا تخافي..لن أؤذيكي..جئت لكي أعيد لك شيئا
تحبينه" و مد لها صندوقا صغيرا..ترددت هزان في أخذه منه فأمسك يدها و وضعه
على كفها..فتحت هزان الصندوق فوجدت فيه عقد أمها الألماسي..فرحت هزان
لرؤيته ثم سألت" كيف حصلت عليه؟ لقد رهنته عند العم ماركوس و لم أبعه"
ابتسم ياغيز و قال" أعلم ذلك..لقد طمئنته أنني سأعيده لك..لذلك قبل..احتفظي
به..إنه آخر ذكرى لك من والدتك" حملقت هزان في وجه ياغيز غير مصدقة ما
تسمعه منه..ثم نظرت إلى العقد و ابتسمت..فقال ياغيز" الآن تحقق ما أردته" لم
تفهم هزان ماقصده فلامس وجهها و قال" إبتسامتك جميلة..أردت أن أعيدها إلى
وجهك" شعرت هزان للمرة الأولى بالأمان و السعادة في وجوده ..أسعدها تفكيره
فيها و قيامه بهذه الخطوة التي لم يكن مجبرا عليها..ابتسمت هزان و ارتمت بين
أحضانه تعانقه..شد عليها ياغيز بين ذراعيه و مرر يده على شعرها فتمسكت هزان
بكتفيه و دفنت رأسها في صدره..استمتعت بصوت دقات قلبه المتسارعة و رائحة
جسده الذكية..نسيت نفسها و لم تعد تهتم لما يحدث حولها..رفعت رأسها أخيرا و
بقيت تنظر إليه..التقت نظراتهما و شعرا بمغناطيس يشدهما نحو بعض..فأمال
.. ياغيز رأسه و أخذ شفتيها بين شفتيه في قبلة رقيقة و عذبة بادلته إياها بسعادة..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romanceما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...