حركت هزان ساقيها و أخذت تضربه بقبضة يديها على صدره و هي تصيح"دعني..كمال..توقف..أرجوك..اتركني" قال" لا..لن أتركك..ستكونين لي..لن أدعك
له..أنا أحبك" تجمعت الدموع في عيني هزان و أخذت تتوسله" كمال..أرجوك..لا
تفعل هذا..أعدك أنني سأكون لك..لكن يجب أن أتطلق من ياغيز أولا..لن أستطيع
أن أكون لك و أنا ماأزال زوجته..أرجوك" ابتعد كمال عنها و قال" هل تعدينني
بذلك؟" هزت رأسها و هي تقول" أجل ..أعدك..اتركني..أرجوك"..صمت قليلا و هو
ينظر إليها..بدا أنه اقتنع بكلامها ثم ابتعد عنها و هو يمرر يده على جبينه و يقول" أنا
آسف..هزان..أنا أحبك..لا أريد أن أخيفك مني..أنا لا أريد أن أجبرك على
شيء..أريدك أن تكوني لي بمحض إرادتك..أريدك أن تحبيني..أنا أستحق أن
أحُب..لماذا لا يحبني أحد..لماذا؟" ثم أخذ يبكي كطفل صغير..حملقت فيه هزان
غير مصدقة الطريقة الغريبة التي تصرف بها و تأكدت أنه فعلا شخص مريض و
يحتاج إلى علاج..زررت هزان قميصها و وقفت و هي تقول" كمال..لا تبكي..اسمع
كلامي و سلم نفسك و أعدني إلى منزلي..و أعدك أنني لن أتخلى
عنك..سأساعدك" أمسك يديها و قال" حقا؟ هل تعدينني أنك لن تتخلي عني..و أنك
ستحبينني" قالت و هي تمرر يدها على رأسه" نعم..أعدك" ابتسم كمال و قال"
حسنا..هيا نذهب من هنا" تبعته هزان معتقدة أنه سيسلم نفسه و أنه قد اقتنع فعلا
بكلامها..لكنه أمسك يدها بقوة و راح يجرها نحو السيارة لكي يذهبا إلى المرفأ
حيث كان المركب في انتظارهما..سألت هزان" كمال.. إلى أين؟" ابتسم بخبث و
قال" إلى المركب ثم إلى اليونان..لن تستطيعي خداعي..إذا سلمت نفسي
فسأقضي بقية حياتي في السجن أو في المصح العقلي..و أنت ستعودين إلى
ياغيز..أنت تكذبين و تحاولين خداعي..لن أصدقك أبدا" ثم أركبها في السيارة و
انطلق بها بسرعة..بعد لحظات..وصل ياغيز إلى المنزل الخشبي و قد استطاع
بمساعدة صديق له أن يتتبع إشارة هاتف كمال..دخل مسرعا و أخذ يبحث هنا و
هناك و هو يصيح" هزان..أين أنت حبيبتي؟ " لكنه لم يجدها..وجد آثار دماء فانخلع
قلبه رعبا من مكروه قد يصيب هزان..وقف قليلا فسمع رنين هاتف..إنه هاتف
كمال الذي نسيه هناك و هو يسحب هزان إلى الخارج..قال" الو نعم" أجابه عمر"
كمال..أين أنت؟ المركب جاهز..أنا في المرفأ انتظرك" قطع ياغيز الخط و ركب
سيارته و انطلق بها مسرعا نحو المرفأ..
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
عاطفيةما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...