الوجه الآخر للشيطان

البارت الخامس و ااسبعين

في مطعم في المدينة..جلس كمال و هزان..طلب لها أكلا لكنها لم تلمس
طبقها..نظر إليها كمال و قال" هزان..لماذا لا تأكلين؟ مالذي يحزنك إلى هذه
الدرجة؟ " أجابت" كان معك حق..ياغيز تغير كثيرا بعد أن دخل السجن..لقد صار
عنيفا و مخيفا..أشعر أن حياتنا معا انتهت" وضع كمال يده على يدها و قال" لا
تحزني..هو الخاسر..إذا لم تستطيعي أن تعيشي معه فاتركيه" مسحت هزان دمعة
سالت من عينها و قالت" ليتني أقدر..ياغيز هو كل حياتي..أعشقه أكثر من نفسي"
أبعد كمال يده عنها و قال" هزان..لا تسمحي له بإيذاءك..ابتعدي عنه قبل أن
يدمرك" صمتت هزان و بقيت تنظر إلى الشاطئ المقابل للمطعم..بعد
العشاء..أوصل كمال هزان إلى المنزل و ذهب..على سريرها استلقت هزان و هي
تستعيد كل ما حصل لها..لا تستطيع أن تغفر لياغيز ما فعله بها..لكنها لا تستطيع أن
تتوقف عن حبه..وقعت بين نارين و لا تعرف الخلاص منهما..في اليوم
الموالي..استيقظت هزان متأخرة..كان جسمها منهكا و الحمل يجعلها تنام
لساعات طويلة..لم تجد أحدا في المنزل..حضرت قهوة لنفسها و شربتها..اتصلت
بكمال و طلبت منه المجيء..بعد ربع ساعة كان يجلس معها..قالت" كمال..لقد
قررت أن أسافر و أبتعد من هنا..سأختفي لفترة طويلة ..و لن أخبر أحدا
بمكاني..أريدك أن تعتني بإيجه و أن تنتبه لها في غيابي" انتفض كمال واقفا و قال"
ما هذا الهراء الذي تقولينه؟..مستحيل..لن أسمح لك بالذهاب..كيف ستستطيعين الإعتناء بنفسك؟ لا..لا
تذهبي" ابتسمت هزان و قالت" أفهم خوفك علي..لكنني مضطرة أن أذهب..البقاء
هنا بالقرب من ياغيز يحرق روحي و يعذبني" جثى كمال أمامها على ركبتيه و قال"
اتركيه..طلقيه..و أنا مستعد أن أتزوجك" حملقت فيه هزان و قالت"
كمال..لو سمحت..لا تهذي..نحن أقارب و أصدقاء و .." قاطعها" لا..لسنا
أصدقاء..هزان..أنا مجنون بك..أنا أعشقك..متى ستفهمين ذلك؟ متى سترينني؟ أنا
أحبك..أنا لن أكون مثل ياغيز..أرجوك..لا تذهبي" وقفت هزان و قالت" لطالما
حذرني ياغيز منك..و أخبرني أنك تحبني و تريد أن تأخذني منه..لكنني لم أصدق"
قال" أجل..أنا أحبك..و أتمنى أن تكوني لي..إذا رحلت فلن يبقى هناك شيء يبقيني
هنا..أنا مستعد أن أفعل أي شيء من أجلك..المهم أن تتركي ياغيز و تكوني لي"
هزت هزان رأسها بالنفي و قالت" مستحيل ..ياغيز هو الحب الوحيد في حياتي..قد
أتركه..لكنني لن أتوقف عن حبه" سألها بعصبية" و كيف تستمرين بحبه بعد أن
اتهمك بخيانته؟" التفتت إليه هزان بسرعة و سألت" و من أخبرك أنه يشك بي و
يتهمني بالخيانة؟ كيف عرفت ذلك؟ هل لك علاقة بالموضوع..هيا أجب" جمد كمال
في مكانه و قد ورط نفسه بما قاله..حاول الإنكار قائلا" لا أعلم..