البارت الخامس و الثلاثين

3.6K 102 0
                                    

أسبوع مر على تلك الليلة ..هزان تقضي أكثر وقتها في الأرض أو مع كمال ..و
ياغيز يحاول أن يتواصل معها أو أن يكلمها لكنها تتحاشاه و ترفض أن تلتقي
به..وجد كمال الفرصة مناسبة لكي يملأ عقل هزان بأفكار سوداء عن ياغيز و
يبعدها أكثر عنه..و عندما حان موعد سداد القسط الثاني من قيمة الرهن ..أرسلت
هزان المبلغ مع بهجت فتسلمه ياغيز منه دون أن يقول شيئا..يموت شوقا لكي
يراها أو يحدثها..لكنها غاضبة منه و تأبى أن تمنحه فرصة للتبرير أو الشرح..يعرف
ما يجب عليه أن يفعل..و سيجد الفرصة المناسبة لذلك..اليوم عيد ميلاد
هزان..اتفق كمال و إيجه على إقامة حفل كمفاجأة لها و نزلا معا إلى المدينة لكي
يشتريا لها هدية..كانت هزان مشغولة مع العمال في جني محصول التين..كان
قلبها حزينا و كله خيبة و انكسار لأنها تمنت أن تجد لدى ياغيز بعض الطيبة و
الحب..لكن عقلها كان هو الفائز ..فطالما حذرها من الإستسلام لمشاعرها و
لمحاولة تصديق أن للشيطان وجها آخر به طيبة و إنسانية..كانت إذا رأته قادما
على حصانه أو في سيارته يبحث عنها ..تختبئ و تهرب من رؤيته..تخشى أن
يستطيع التأثير عليها و إذابة غضبها بنظرة واحدة منه أو بقبلة من قبلاته
المجنونة..أنهت عملها و عادت إلى المنزل..استحمت و ارتدت فستانا زهري اللون
يصل إلى ركبتيها و أطلقت شعرها الطويل على كتفيها و جلست في غرفتها تراجع
الحسابات..عندما دخلت عليها إيجه و قالت" أختي..تعالي معي..أنا أحتاجك في أمر
مهم" نظرت إليها بقلق و سألت" إيجه..مالأمر؟ هل أنت بخير؟" قالت" تعالي معي و
ستعرفين" وضعت هزان الأوراق من يدها و تبعت أختها التي جرتها من يدها إلى
الحديقة..وصلا فانطلق كمال و أمينة و بهجت و بعض العمال الآخرين في غناء
أغنية الميلاد..ابتسمت هزان و وضعت يدها على فمها من المفاجأة..لقد كانت
ناسية عيد ميلادها..الظروف القاسية التي تمر بها و المشاعر المختلطة التي تشعر
بها جعلتها تنسى..كانت الحديقة مزينة بشرائط و بالونات ملونة و طاولة توسطتها
عليها كعكة ضخمة و بعض المشروبات و الحلوى..عانقت هزان إيجه و كمال و
الموجودين و شكرتهم كثيرا ثم قامت بتقطيع الكعكة و التقاط بعض الصور..سمع
الجميع صوت سيارة تتوقف أمام المنزل..فالتفتوا ليجدوا ياغيز يترجل منها و
.يقترب منهم

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن