البارت الرابع و السبعين

2.7K 73 0
                                    

خرجت هزان مسرعة من القصر..دموعها تسيل على خديها و قلبها يكاد يتمزق من
الألم..أحزنها كلام ياغيز و تصرفاته..عاد إلى شيطنته السابقة و إلى بروده و قسوته
و كلامه القذر..تركت سيارتها في قصره و خرجت تمشي دون هدى ..دموعها
تحجب الرؤية عنها و قدماها لا تكادان تحملانها..سمعت صوت سيارة تقترب
منها..التفتت لترى كمال يوقف سيارته بالقرب منها و يخرج رأسه من النافذة و
يقول" هزان..إلى أين أنت ذاهبة؟" أجابت" لا أعلم" قال" تعالي..سأوصلك إلى
المنزل" هزت رأسها و قالت" لا أريد أن أذهب إلى المنزل" قال" تمام..سنذهب
إلى مكان هادئ لكي نتحدث " هزت رأسها و ركبت إلى جانبه..في غرفته..ارتمى
ياغيز على السرير و هو ينظر إلى سقف الغرفة..بداخله شيطان متمرد..معذب..
يرفض تصديق إلا ما رأته عيناه..يريد أن يؤذي كل من حوله..يريد أن ينتقم ..يريد
أن يُعذب كما تعذب..يريد أن يؤلم كما تألم..وجع قديمه لطالما نخر قلبه و عقله
..مشهد دمر حياته و نغص عليه عيشه..ثم عاد ليظهر أمامه مرة أخرى..هاجس
الخيانة الذي عذبه طويلا تجسد أمام عينيه من المرأة التي أحبها أكثر من
نفسه..ركن صغير في قلبه المحطم يريد أن يجعله يصدق أنها بريئة و أن الأمر لعبة
حقيرة من كمال..لكن تلك الصور من المستحيل أن تكون مركبة..و عقدة الخيانة
التي عانى منها لسنوات تتغلب على عقله و قلبه لتثبت خيانتها..أغمض ياغيز عينيه
قاتلا آخر أمل لديه في برائتها..ثم فتح عينيه..ابتسم بخبث و قال" و الآن..حان دور
تنغيص حياتك سيد كمال..لن أرحمك أبدا ..كن واثقا من ذلك"..

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن