البارت التاسع و الستين

2.5K 70 0
                                    

استغربت هزان رد فعل ياغيز العنيف و طلبت من المحامي سليم أن يأخذ لها إذنا
لكي تراه..هي تعلم أن ياغيز يغار من كمال..و خاصة الآن..و هو محبوس خلف
القضبان..و لا يستطيع أن يراها أو يكون إلى جانبها..بينما كمال قادر على
ذلك..لكن..أن يصل به الأمر إلى خنقه و محاولة قتله..فهذا فعلا شيء خطير و
مقلق..اصطحب بهجت كمال إلى منزله و اتصل بالطبيب الذي داوى له جروحه و
حذره من الحركة لأن لديه أضلعا مكسورة في القفص الصدري إضافة إلى
رضوض في مناطق مختلفة من جسمه ..أما هزان..فبقيت تنتظر عودة سليم بإذن
الزيارة لكي تسمع من ياغيز ما حصل..على الغداء..جلست هزان تلعب بصحنها
دون أن تأكل شيئا..نظرت إليها أمينة و قالت" هزان..بنيتي..لماذا لا تأكلين؟ ألم
يعجبك الطعام؟" هزت رأسها بالنفي و قالت" ليس الأمر كذلك..لا شهية لي
للأكل..رائحة الطعام تزعجني و تجعلني أشعر بالغثيان" ثم وقفت و دخلت إلى
الحمام و أخذت تتقيأ و معدتها تكاد تتقطع من الألم..خرجت بعد لحظات لكي تجد
سليم ينتظرها في الصالون..أسرعت نحوه فسألها بقلق" هزان..ابنتي..ماذا أصابك؟
تبدين شاحبة جدا" أجابت" أنا بخير..دعك مني الآن..هل أحضرت لي إذن الزيارة"
طأطأ سليم رأسه و صمت..فاقتربت منه هزان و قالت"عمي سليم ..ماذا حدث؟ هل
ياغيز بخير؟ هل حدث له مكروه؟" أجاب" إنه حزين و صامت..لقد رفض رؤيتك..لم
يخبرني شيئا..لكنه..منهار جدا..لقد ضرب كمال و حاول قتله..فوضعه الحراس في
السجن الإنفرادي و منعوا عنه الزيارات..و عندما سمحوا لي برؤيته بصفة استثنائية
لأنني محاميه..أخبرته أنك تريدين رؤيته..فرفض بشدة و قال.." صمت الرجل
فسألت هزان بقلق" ماذا قال؟ تابع لو سمحت" قال" طلب مني أن أخبرك بألا تأتي
لزيارته أبدا..لأنه لا يريد رؤيتك" انهارت هزان على الأريكة و هي تهز رأسها بعنف و
تقول" غير معقول..مستحيل..لماذا يفعل ياغيز هذا..أيعقل أن ما قاله كمال صحيح..و أن
بقاءه في السجن سيؤثر عليه.." ثم وقفت و قالت"عمي سليم ..خذني إليه
فورا..يجب أن أراه" ..وصلت هزان إلى السجن و انتظرت قدوم ياغيز بفارغ
..الصبر..لكن الحارس أتى و أخبرها أنه رفض رؤيتها....

الوجه الآخر للشيطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن