عادت هزان إلى المنزل و هي سعيدة بما حدث..فأرضها قد عادت إليها ..و ياغيز
قد اعترف لها بحبه..صارت واثقة أن عيد ميلادها هذا هو أفضل عيد ميلاد لها على
الإطلاق..ارتمت على سريرها و هي تستعيد تلك اللحظات الساحرة التي عاشتها
بين ذراعي ياغيز..لامست بأناملها شفتيها و هي ما تزال تحس بطعم قبلاته اللذيذة
عليهما..أغمضت عينيها و هي ماتزال تشعر بحركات يديه على جسمها الذي اشتعل
رغبة به..ابتسمت و هي تستغرب ما يحدث لها للمرة الأولى معه..دفء لذيذ لامس
قلبها..احساس أنثوي رائع بالرغبة في لمسة رجل..مشاعر قوية تشدها نحوه و
تنسيها نفسها..صوت رنين هاتفها انتشلها من أفكارها..إنه هو..قالت" نعم ياغيز"
قال" هزان..غدا أنت معي..كوني جاهزة على الساعة الثامنة" ابتسمت هزان و
قالت"اتفقنا..الى اللقاء" قال" إلى اللقاء صغيرتي" ..في الصباح..استيقظت هزان
باكرا ..استحمت و ارتدت فستانا أحمر اللون يصل إلى ركبتيها ..يتوسطه حزام
أبيض..و احتذت حذاء أبيضا و رفعت شعرها في شكل ذيل حصان..ارتشفت
رشفات سريعة من قهوتها و وقفت في الشرفة تنتظر قدومه بفارغ الصبر..و على
الساعة الثامنة بالتمام ..أوقف ياغيز سيارته أمام المنزل و أطل برأسه من النافذة
و هو ينظر إليها..نزع نظاراته الشمسية السوداء و غمزها غمزة ساحرة وهو يقول"
صباح الخير يا جميلة الجميلات..هيا..انزلي" ابتسمت و أسرعت بالنزول إليه..ركبت بجانبه
فاقترب منها و قبل خدها و انطلق بالسيارة مسرعا..سألت" أخبرني..إلى
أين سنذهب؟" التفت إليها و قال" لن أجيبك..مفاجأة" هزت رأسها و لم تقل
شيئا..وصلا إلى المدينة بعد ساعة..أخذها إلى مطعم على الساحل..سحب لها
الكرسي و جلس قبالتها..تناولا طعام الفطور معا..عرفت أنه يحب السميت
الساخن و الشاي..أما قهوته فيشربها دون سكر..أحست أنه بدأ يفتح قلبه لها و
يتعامل معها على طبيعته..دون أقنعة و دون تباعد..راقبته و هو يأكل و يبتسم..أنهيا
طعامهما فأمسك يدها و تجولا معا في المدينة ..اشترى لها قبعة بيضاء كبيرة يلونها
شريط أحمر و وضعها على رأسها..ثم أخذ هاتفه من جيبه و التقط صورة لهما معا
ثم لها لوحدها..أخبرها أنه كان يحلم أن يكون مصورا فوتوغرافيا و أنه يعشق
التصوير و الصور لكن وفاة والده المبكرة جعلته يتخلى عن ذلك الحلم و يهتم
بشركاته و أراضيه و ممتلكاته لأنه الولد الوحيد له..شعرت هزان بحزن كبير من
كلامه عن أبيه و لمحت في عينيه لمعة دموع سرعان ما أخفاها بابتسامة..أخبرها
أنه اشترى كاميرا للتصوير الفوتوغرافي و ترك التصوير كهواية..واصلا جولتهما
فاشترت له هزان مجسما صغيرا لرجل يمسك كاميرا في يده و ابتسامته تعتلي
.. ملامحه..فرح كطفل صغير
أنت تقرأ
الوجه الآخر للشيطان
Romantikما بين شياطين و ملائكة..ما بين شر و خير..ما بين أقنعة و وجوه حقيقية..ما بين خداع و صدق..ما بين وهم و حقيقة ..تمر حياتنا و تختلف علاقاتنا..أحيانا نلتقي بأناس نعتقد بأنهم شياطين لكنهم يظهرون لنا أننا مخطئين..و يكون ذلك الوجه مجرد قناع يخفي خلفه طيبة...